ظروف قاسية تواجه عمل المنظمات الإنسانية في السودان
16 أبريل 2024
شارك في مؤتمر باريس 20 دولة وممثلون عن منظمات دولية لمواجهة أخطار المجاعة والكارثة الإنسانية التي تهدد السودان بعد عام من الحرب
تزامناً مع مرور عام على اندلاع الحرب في السودان عقد في باريس مؤتمر دولي برئاسة مشتركة بين فرنسا وألمانيا وبمشاركة المفوضية الأوروبية إضافة إلى 20 دولة وممثلين عن منظمات دولية والمجتمع المدني، أمس الإثنين، لتسليط الضوء على أزمة السودان الذي يواجه خطر مجاعة وكارثة إنسانية تهدد المنطقة.
وحددت باريس أهداف المؤتمر في التزام تمويل الاستجابة الدولية للحاجات الإنسانية ووصول المساعدات من دون عوائق وألا يطغى عدم الاستقرار الدولي على الأزمات في أفريقيا من بينها جنوب السودان والدول المجاورة، وكذلك للتركيز على خطر المجاعة الذي يهدد آلاف الأطفال كما شكل مناسبة لجمع تبرعات الدول المانحة التي وصلت قيمتها إلى 2.5 مليار يورو، وهو مبلغ أقل مما حددته الأمم المتحدة لتلبية حاجات الشعب السوداني الذي بات لاجئاً في معظمه.
مخاطر عالية
يقول مدير عام منظمة سوليداريتي إنترناسيول كيفين غولدبرغ لـ”اندبندنت عربية”، إن مبلغ التبرعات الذي وصل إلى 2.5 مليار يورو يمكن القول إنه مبلغ كبير وضئيل في آن معاً، إذا ما نظرنا إلى حجم ما تحتاج إليه السودان، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن السودان يحتاج إلى ما يزيد على 5 مليارات دولار، لكن الأهم يبقى حل مشكلة إيصال المساعدات من دون عوائق.
ولخص مطالب المنظمة وعمال الإغاثة بالقول “ناقشنا مسائل وصول المساعدات والإغاثة الإنسانية، ونحن كمنظمة إغاثية ما نطالب به يتلخص في مبدأين، الأول القدرة على المساعدة وتقديم العون والوصول إلى من هم في حاجة إليها، والأخير السلام بأسرع وقت ممكن، لكن للأسف المنظمات الإنسانية ليس لها أي ثقل للضغط في اتجاه إحلال السلام”، وشدد على أهمية انخراط المجتمع الدولي بشكل أعمق في هذا النزاع.
يذكر أن المؤتمر شدد على معاناة النساء في النزاع السوداني ولم ينس الإشارة إلى الدور الذي قدمته في الثورة، وأوضح غولدبرغ أن فرق الإغاثة تشدد بعد عودتها من السودان على فظاعة هذه الحرب، وتؤكد أنها من أبشع الحروب في العالم مع تجاوزات تطاول المدنيين، ومن الواضح أن النساء والفتيات هن من بين أولى الضحايا لهذه الحرب.
وأشار إلى أن “الحصول على المساعدات المعلن عنها في مؤتمر باريس أمر ملح للتمكن من تأمين المواد اللازمة، وعلى المانحين أن ينفذوا وعودهم بشكل أسرع مما اعتادوا عليه بسبب تهديد المجاعة، واستخدامها كسلاح، وهو ما أشار إليه المؤتمرون رافضين إياه بصورة قاطعة”.
حول اختلاف ظروف العمل بين مناطق النزاع بخاصة في الخرطوم، لم ينف غولدبرغ أن ظروف العمل الإنساني أصعب في الخرطوم من ناحية الإجراءات الإدارية، مشدداً على أن منظمته تعمل في كل المناطق، معتبراً أن نسبة انعدام الأمان متساوية والمخاطر عالية، في جميع مناطق النزاع في السودان كما أن العمل الإنساني يتطلب تقبل فكرة الترحيل أو الاستهداف في أية لحظة.
ممرات آمنة للمساعدات
وتعليقاً على اقتراح جيبوتي التي تترأس منظمة “إيغاد” بإيجاد ممرات آمنة بإشراف قوات دولية، قال رئيس منظمة “سوليداريتي انترناسيونال”، إن الأمر لا يدخل في نطاق اختصاص المنظمة، فبالنسبة إليه يبقى الهم الأول لمنظمات الإغاثة مضاعفة حجم الأموال ومهمة إيصال المساعدات وتسهيل المعاملات الرسمية المفروضة من السلطات، مشدداً على أن المنظمة لا تطالب بتأمين حماية دولية.
وأشار غولدبرغ إلى أن المنظمات اعتادت العمل ضمن ظروف قاسية وتحت الضغط، وإيصال المساعدات عبر اتفاق مع الأطراف المتنازعة تفهم حيادية هذه المنظمات في غاية الأهمية.
من جهتها أكدت مسؤولة الطوارئ في “منظمة أطباء بلا حدود” كلير نيكو أن المساعدة داخل السودان قليلة، والمنظمات تواجه تفاقم الوضع بسبب غياب التمويل وسط مهمة إنسانية شاقة وفي ظروف صعبة يستحيل معها التنبؤ يما يخبئه المستقبل.