ليس الزواج الناجح بالامر السهل
عراقيات/ رغدة صلاح
لا يقتصر الزواج على اقتران رجل بامرأة، بل يتعداه إلى مشروع العمر الذي يضفي السلام والطمأنينة حسيًا لكل منهما، ولا يكون هذا هينا ابدا..
تقول يسرى العبيدي (متزوجة منذ 26 عاما): الاحترام عنصر قوي للمحافظة على الزواج، ولأن الحياة ليست سهلة فأن كثير من أيامنا الصعبة تجاوزنها به، فأن فقدان الاحترام والتقدير من احد الأزواج للأخر لا يمكن أن يقيم لأي زواج قائمة..
ويؤكد صالح العزاوي (متزوج منذ 28 عاما): ان الفطنة أساس الزواج الناجح، ولها أوجه عدة منها معرفة متى تتكلم ومتى تصمت وكيف تتصرف، لا سيما عندما يكون شريكك واقع في مشكلة، بهذا يولد الحب والسلام داخل الاعشاش الزوجية.
وتروي لنا أم طالب (دام زواجها 55 عاما): "الصـــــبر يطيل عمر الزواج، إذ أن مراعاتي لظروف زوجي وتقلبات حياته المختلفة الناجحة والمخفقة منها، جعلته محبًا وكريمًا ووفيًا لي لأخر أيام حياته..".
من جانبه يقول محمد السعدي (متزوج منذ 38 عاما): أن تقبل الاختلافات بين الزوجين تعد عمود الزواج الناجح، فكل منا لا يمكن ان يشبه الاخر ابدا، لذا فأن محاولة التزمت بالرأي ووضع الاخر ندا يجب التغلب عليه ينهي أي زواج مهما كان الحب عظيما داخله، فضلا عن ان تحمل المسؤولية من الطرفين تدعم نجاحه وتؤمنه.
ويوضح استاذ العلوم الاجتماعية في جامعة ذي قار د. عدي شبيب لمجلة عراقيات: لا سبيل للمحافظة على الزواج من دون التفاهم والانسجام العقلي والعاطفي والاجتماعي معاً… فضلا عن ان استقلال الزوجين عن الاسرة الكبيرة يضمن ان يضعا تطلعاتهما على وفق ما يرغبان؛ ويضمنا بذلك جزءا من سلامهما النفسي، الذي قد يتزعزع غالبا بسبب التحولات الكبيرة التي تحدث على المستوى الشخصي للرجل والمرأة عند الزواج، وهنا يظهر التحدي بكيفية ادارتها بنجاح.
ويقول الباحث التربوي د. محمد زياد حمدان في كتابه "الزواج وبناء اسرة آمنة وتعزيز الاستقرار الاسري": الزواج عملية تواصل مبنية على الاخذ والعطاء، ولكي لا يكون الزواج "ثلاجة" خالية من الدفء، على الزوجين أن يكونا قادرين على أداء ثلاث مهمات يومية: التحدث معا، والتفاهم بتبادل الآراء، والاهتمام، والمشاعر، ثم تفهم بعضهما بعضًا…، بهذا سيحافظنا على المودة والرحمة، ويتجنبا أساءه احدهما للأخر ولو.. بنظرة.