مفهوم النوع الاجتماعي وحملة تزييف وعي الناس
زاهر ربيع _ بغداد
29 يوليو 2023
تعرف الأمم المتحدة النوع الاجتماعي بالآتي “يعرف النوع الاجتماعي على إنه الأدوار المحددة اجتماعياً بين النساء والرجال و هذه الأدوار التي تكتسب بالتعليم تتغير بمرور الزمن و تتباين تبايناً شاسعاً داخل الثقافة الواحدة و تختلف من ثقافة الى أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن مصطلح النوع الاجتماعي لا يعد بديلا لمصطلح “الجنس” الذي يشير بدوره إلى الاختلافات البيولوجية بين النساء والرجال”.
يتضح من التعريف ان الموضوع ليس له علاقة بما يشاع حاليا من ان النوع الاجتماعي يعني الانحراف والمثلية وغيرها من المفردات التي تم اقحامها على مفهوم النوع الاجتماعي، ولكن ما يحصل عن عمد او جهل هو تزييف لوعي الناس ومحاولة تحويل جميع المفاهيم الى مؤامرة على الاسرة والدين وعلى الثوابت والتقاليد.
وهذه الموجه التي تشارك فيها مؤسسات مختلفة رسمية وغير رسمية تحاول قدر الامكان ان تجعل من هذا الموضوع مدخل الى انتهاك الحقوق والحريات وبصورة تدريجية يتم التضييق عليها، والغريب ان هذه الحملة بدل من ان تواجه الا ان المؤسسات الرسمية تصدر بيانات تعزز من تزييف للوعي، وفي الوقت الذي يعد العراق من الدول الموقعة على اتفاقيات ولديه استراتيجيات واقسام خاصة بتمكين المرأة ونشر المساواة، ولكن الاخيرة لم تقم بتوضيح الصورة للرأي العام ولم يكن لها دور في ذلك.
من الواضح ان هذه الحملة تحاول ابعاد الناس عن الأولويات من الدفاع عن حقوقهم ومحاربة الفساد وتحاول ان تقدم الفاسدين ومن يمثلوهم من قوى كمدافعين عن الدين والتقاليد والثوابت لإعادة انتاجهم، وان اثارة هذا الموضوع مع قرب انتخابات مجالس المحافظات لا يخلو من دعاية انتخابية هدفها إعادة فرز طائفي للمواطنين لدفهم الى الانتخاب بناء على الطائفية خصوصا بعد التراجع الذي حصل بعد انتفاضة تشرين.
بالمحصلة هي حملة ضد كل الناشطين والمؤسسات والقوى التي تحمل فكر مدني هدفه نشر الوعي والثقافة وفي كل مرة سيكون هناك هجمات مختلفة تهدف الى الحد من نشاط هذه القوى التي تنشر الوعي والفكر لكونها تزيد من وعي الناس بحقوقهم وحرياتهم وهو ما يقلص من مساحة ومن نشاط وتحرك قوى الجهل والفساد والجريمة، مقابل ذلك يجب ان تكون لجميع القوى المدنية والمنظمات والناشطين حملة متصاعدة للدفاع عن الحقوق والحريات والوقوف بوجه كل دعاة تزييف وعي الناس.