أخبارأقليات

موظفون يستولون على أرض للصابئة في بغداد

11 فبراير 2024

أفاد رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين غانم هاشم، باستيلاء موظفين في العاصمة بغداد على أرض تابعة للصابئة المندائيين في منطقة الدورة، جنوب غربي العاصمة، مشيراً الى أنهم يتخوفون من اقترابهم من هذه الأرض التي بنى عليها الموظفون بيوتاً لهم بسبب تعرضهم للتهديد بالسلاح.

وقال غانم هاشم: “لدينا قطعة أرض كانت معبداً للصابئة المندائيين تمت تسويتها بالارض، وأنشأوا عليها بيوتاً على أساس انهم موظفين تابعين لدائرة الكهرباء في حي الاثوريين بمنطقة الدورة في العاصمة بغداد”.

وأوضح رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين أن “الارض ملاصقة لمحطة كهرباء الدورة، وتبلغ مساحتها نحو 10 الاف متر”، مبيّناً: “تفاجأنا ببناء بيوت عليها، وعندما راجعناها تعرضنا الى التهديد بالاسلحة”.

وأكد غانم هاشم: “لا يجرؤ أحد من الصابئة المندائيين على التقدم باتجاه الارض، بسبب خوفهم من ردود فعل الساكنين فيها، وهم أكثر من 30 بيتاً تم بناؤها على هذه الأرض”.

عدد الصابئة في العراق يشهد انخفاضاً كبيراً، وذلك لعدة أسباب، منها تعرضهم لتهديدات أو ضغوطات، في ظل أجواء بعيدة عن حياة المدنية التي يحبذونها، حيث انخفض عدد الصابئة في البلاد الى نحو 10 آلاف شخص، بعد أن كانوا أضعاف هذا العدد في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.

تعد الطائفة المندائية أو الصابئية من أقدم الأديان في العراق، حيث تمتد بجذورها لنحو سبعة الاف عام داخل بلاد الرافدين، وكلمة الصابئة مشتقة من “صبا” بمعنى انغمس أو غطس، فيما تفسر المندائي أو “مندا” بالمعرفة، فيطلق عليهم اسم العارفين بدين الحق أو المتعمدين، وبسبب قدم تاريخهم وتعرضهم لنكبات عديدة على امتداد المراحل الزمنية لا يملك المندائيون تاريخاً مدوناً للحديث عن ماضيهم، حيث تم إتلاف وحرق مدوناتهم بمرور السنين.

المخطوطات المندائية القديمة تشير إلى وجود أكثر من 400 معبد للطائفة، كانت موزعة على عموم العراق وغالبيتها في جنوب البلاد قبل العهد الساساني في بلاد النهرين، ثم تقلصت بعده إلى 170 معبداً بسبب سياسات مختلفة.

مارس المندائيون في العراق عدة مهن، أغلبها حرفية، مثل النجارة وصياغة الذهب وصناعة السفن والحدادة وصناعة الات الزراعة وكانوا يهتمون في الطب والرياضيات والادب والشعر.

يطلق رجال الدين المندائيون لحاهم، والسبب كما يعزوه الترميذا كريدي أنه ورد في الديانة المندائية عدم المساس باللحى وشعر الرأس، بسبب الإيمان الكامل بأن النفس موجودة في الرأس، واقتصر إطلاق اللحى والشوارب وشعر الرأس لأسباب اجتماعية على رجال الدين.

أقدم المعابد المندائية في التاريخ، توجد في منطقة الطيب في محافظة ميسان، جنوبي العراق، وكانت تسمى قديماً وباللغة المندائية والتي هي جزء من اللغة الآرامية القديمة بـ”الطيب ماثا” وتعني أرض الطيب والتي اندثرت معظم مدنها وآثارها.

يختلف التقويم المندائي عن التقويم الميلادي من حيث ترتيب الأشهر ويتفق مع عددها، وتبدأ السنة المندائية في شهر طابيت ويوافق شهر تموز في التقويم الميلادي، ويقع البرونايا في الشهر التاسع المندائي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى