نسوة كسرن القاعدة بأشغال منصب “مختار” في العراق

عراقيات _ بغداد
مضت العادة بشغل الرجال منصب “المختار” في عموم العراق منذ تأسيسه، وصار أشبه بالعرف المتداول والمعتاد، حتى كُسِرت القاعدة بتولي ثناء سلمان محمد الزبيدي المنصب في عام 2022 منطقة السنية بالحلة مركز محافظة بابل جنوب بغداد.
ويشهد بنجاح تجربة ثناء في منصبها الكثيرون من أهل حي السنية، فيقول محمد الغزالي -وهو أحد أصحاب المحال في الحي- إن صراحتها بشأن القرارات والإجراءات الممكن تنفيذها وغير الممكنة، هو الركيزة الأساس لتعزيز العلاقة بينها وبين السكان الذين باتوا داعمين ومؤيدين لإدارتها المتميزة.
وأضاف أنها تمتاز بتواصلها الدائم مع الأهالي وزيارة بيوت المنطقة للتعرف عليهم وعلى مشاكلهم وحاجاتهم عن قرب وبشكل واضح دون تهوين أو تهويل.
ويقول سامر حسن، وهو من مواطني مركز الحلة -مؤيدا لما قاله الغزالي- إن المختارة ثناء الزبيدي أثبتت أن العلة ليست بشغل المنصب من رجل أو امرأة بل في الإخلاص وتأدية الواجبات، موضحا أن ما قدمته من خدمات وتنسيقات بين الأهالي والجهات المسؤولة الخدمية والأمنية جعل الكثير من أحياء بابل يبحثون عن امرأة تمثلهم وتطلع على أحوالهم.
الصعوبات
وتحف الأمر عندما يكون نوعيا وفريدا العديد من العراقيل، وهو ما حدّثت به الزبيدي الجزيرة نت قائلة “لم تكن الصعوبات بقبول الأهل وقاطني الأحياء التي توليت أمرها أو رفضهم، بل المضايقات من مسؤولين في القضاء وبرلمانيين، وحتى أعضاء في مجلس محافظة بابل الذين هم على دراية بتجربتي وإمكاناتي”.
وتأتي الخبرة من تجارب الحياة وتنمّى عبر الممارسة والتعلم من الإخفاقات واغتنام النجاحات، ولربما هي الأمور نفسها التي مكنت المختارة ثناء من مزاولة وظيفتها بنجاح، كونها عملت 12 عاما رئيسة للمجلس البلدي ببابل قبل حله.
وتقول ثناء إنها اكتسبت دراية بالمجال الخدمي وكيفية التعامل مع الناس من منصبها السابق في المجلس البلدي، وهو ما استطاعت توظيفه منذ استلامها منصب “المختار”، فكانت الثمار سريعة والدليل تمسك أهالي السنية بها.
ولم تكن الخبرة السبب الوحيد لنجاحها، فقد أكد حسن أن أكثر ما مكنها من النجاح في عملها أنها ابنة المنطقة كابرا عن كابر، فهي بين أهلها وقريبة من الجميع، وهو ما مكنها من تقديم خدمات للجميع وخاصة ذوي الحاجات والعوز.
وجدير بالذكر أن ثناء لم تكن الوحيدة أو الأولى بل هناك نساء دخلن في نفس المجال ومنهن السيدة خديجة احمد ( أم ريان ) في منطقة الحويجة جنوب غرب كركوك.

حيث شهدت محافظة كركوك، تعيين المواطنة خديجة أحمد مرشد كأول امرأة بصفة مختار لحي خديجة المستحدث، في قضاء الحويجة.
وسمي الحي على اسم المختار خديجة، كونها من أقدم شخصيات الحي، ومعروفة بدعمها وخدمتها لأهالي المنطقة، وفق ما أشارت إليه مصادر محلية.
وتأتي هذه الخطوة دعماً لمكانة المرأة ومساهمتها في ادارة المجتمع، إذ باركت هذا التعيين عدة منظمات تعمل في مجال حقوق المرأة، وشجعت على تسليم النساء مزيداً من المهام الإدارية في القضاء أسوة بالرجل.
أما في بغداد، فقد تم تعيين السيدة سعاد سامي أول امرأة في منصب المختار بعد عام 2003 من قبل قائممقامية الكرخ، مختارا لمحلة ( 917 ) بعدما كان زوجها يتولي المنصب والذي قضى بحادث ارهابي.

سبع سنوات مضت وسعاد تعمل بالمجان دون أي مردود مالي أو مرتب شهري، تتحمل مسؤولية ثلاث مئة وخمسين عائلة في محلة بجانب الكرخ، تحاول من خلال عملها ان تعين عائلتها بعد وفاة زوجها.
اما ماقبل 2003 ، كانت السيدة (طاكة مولى ضمد مضخور ) أول مختارة بالعراق عينت في مدينة الثورة (الصدر حاليا ) قطاع 1 واستمر عملها مايقارب 10 سنوات .

تميزت طاكة مولى بقوة الشخصية وكانت ترتدي زيا غير مألوف ،حيث كانت تلبس القاط الريفي الذي هو عبارة عن صاية وسترة بينما تعتمر على الرأس العصابة النسائية التي تشتهر بها نساء الريف في العمارة، وكانت الوحيدة بهذا الزي الطريف وكانت رحمها الله تحضر المناسبات الاجتماعية مع الرجال وتتأبط مسدسا شخصيا كالرجال الاشداء.