لورا البغدادية.. صاحبة أول مدرسة للبنات في بغداد
2 أغسطس 2023
لعل الأغلبية من العراقيين لا يعرف من هي أول مدرسة للبنات في بغداد وأول امرأة بغدادية تؤسس مدرسة للبنات ، وهذه السيدة البغدادية هي السيدة لورا من عائلة بغدادية يهودية مشهورة هي عائلة خضوري ،وكان أسم المدرسة ” مدرسة لورا خضوري الابتدائية والمتوسطة ” التي تاسست سنة 1893 في حين ان اول مدرسة حكومية رسمية للبنات في بغداد تاسست سنة 1900 اي بعد سبع سنوات من تاسيس مدرسة لورا .
مدرسة لورا
بدأ تاسيس عدد من مدارس البنات وازدادت في العهد الملكي وقام (السير) اي حامل لقب فارس من الحكومة البريطانية (ايليا خضوري) بتشييد بناية جديدة لهذه المدرسة سنة 1911 تخليدا لذكرى زوجته لورا خضوري وهو الذي اطلق اسم زوجته على هذه المدرسة تخليدا لذكراها وقد استمرت هذه المدرسة في الدراسة حتى سنة 1950 عندما وصل عدد طلابها الى 930 طالبة و45 طالبا في القسم الابتدائي و271 طالبا في القسم المتوسط و180 طفلا في الروضة التي كانت جزءا من هذه المدرسة منهم 120 من الاناث و55 من الذكور .
ومدرسة لورا للبنات هي المدرسة الثالثة التي تأسست في بغداد بعد مدرسة (مدارش تلمود وتوراة) او مدرسة تاسستفي بدغدا سنة 1832 من قبل رجل الدين اليهودي (موشي لاوي) وكانت تعنى بالتعليم الديني بشكل خاص وان كانت تعلم الطلبة اللغة الفرنسية في العطلة .
والمدرسة الثانية هي مدرسة (الاليانس) تلك المدرسة التي تاسست في بغداد سنة 1864 وهي اكثر المدارس شهرة حيث تخرج منها الكثير من رجال السياسة والحكم والثقافة والاقتصاد في ذلك الزمن وان كانت هذه المدرسة تدرس (التلمود) للطلبة اليهود بالاضافة الى الدروس الاخرى كما انها تدرس اللغة الفرنسية والانكليزلة والتركية والعربية والعبرية وتمنح طلبتها شهادة الدراسة الموازية لشهادة التخرج من المدارس الاعدادية الفرنسية
وبناية مدرسة لورا خضوري واملاك اخرى كانت قد تولى زوجها وقف هذه الاملاك لصالح المدرسة اي ان واردات هذه الاملاك الكثيرة جعلها السير خضوري لتأمين المتطلبات المالية لهذه المدرسة في زمن كانت مدارس البنات معدومة وكان التعليم الاهلي هو السائد ذلك ان اغلب المدارس التي أسست كانت الدراسة فيها مجانا بالنسبة للطلبة لوجود واردات مالية للمدارس المذكورة .
والسيد ايلي خضوري زوج السيدة لورا ولد في بغداد سنة 1867 وكان والده صالح خضوري من التجار المعروفين في بغداد والعالم واتم دراسته في مدينة مومباي الهندية لوجود شركات تعود لهم في دولة الهند وساهم مع اخيه المولود في بغداد ايضا سنة 1865 في افتتاح شركات ومحلات تجارية في دول عديدة من العالم منها بريطانيا والصين والهند وهونغ كونغ والبرتغال وسوى ذلك من المناطق وجنوا ثروة عظيمة وكبيرة ورصدوا جزءا قليلا منها بمشاريع الخير ومنها افتتاح المدرسة المذكورة.
ومما يلاحظ على هذه العائلة البغدادية ان ابناءها وصلوا الى حد مرتبة سير ومرتبة لورد وان يكون احدهم حاكما لمقاطعة هونغ كونغ الصينية في خمسينيات القرن الماضي قبل عودة هونغ كونغ الى الصين.