مقالات الرأي

العراقيون يستذكرون “اليوم الأسود”.. ملجأ العامرية

13 فبراير 2024

يستذكر العراقيون في كلّ عام ما يسمونه بـ”اليوم الأسود” حين كشّر الليل عن أنيابه للأطفال والنساء والطاعنين في السنّ قبل بزوغ أولى خيوط الشمس عند الساعة الرابعة والنصف فجر يوم الثلاثاء 13 من فبراير/شباط عام 1991، إذ قصفت مقاتلتان أميركيتان أحد الملاجئ بحي العامرية وسط العاصمة بغداد في إطار عملية عاصفة الصحراء التي شنّها تحالف دولي لإخراج القوات العراقية من الكويت.

القصف الأميركي نُفّذ بقنبلتين ذكيّتين صُنعتا خصيصًا لضرب الملجأ الخرساني رقم 25، اخترقت أولاهما السقف المحصّن، في حين وصلت الثانية إلى داخله فأوقعتا معًا نحو 408 قتلى، بينهم 261 امرأة، و52 طفلًا، أصغرهم لم يتجاوز عمره 7 أيام، فضلًا عن 26 مواطنًا عربيًا.

ملجأ محصّن
شُيّد الملجأ مع مجموعة ملاجئ أخرى على يد شركات غربية إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، على أمل أن يكون مقاومًا في تصميمه، وهو مجهّز للتحصن ضد الضربات الكتلوية أي الضربات بالأسلحة غير التقليدية الكيميائية أو الجرثومية، ومحكم ضد الإشعاع الذري والنووي والتلوث الجوي بهذه الإشعاعات، ويتّسع لـ1500 شخص، يمكن أن يلجؤوا إلى داخله أياما دون الحاجة إلى العالم الخارجي، فهو مجهز بالماء والغذاء والكهرباء والهواء النقي غير الملوث.

وتتكون البناية من 3 طوابق، مساحة الطابق 500 متر مربع، وسمك جداره يزيد على متر ونصف المتر، كذلك سقفه مسلح بعوارض حديدية سمكها 4 سنتيمترات، وتؤدي أبواب الطوارئ الخلفية إلى السرداب أما سلالمه الداخلية فتؤدي إلى الطابق الأرضي حيث كان يقيم الملتجئون.

الفجر الحزين
كما أنجز فيلم روائي بعنوان “الفجر الحزين” من تأليف الكاتب العراقي صباح عطوان، وإخراج صلاح كرم، والموسيقى التصويرية لنصير شمه، ليجسّد هذه الفاجعة. واستند عطوان إلى الشهود من أُسر الضحايا لإعطاء القيمة الفعلية لرمزية الفاجعة بتصوير المشاهد من داخل الملجأ نفسه.

ويرى عطوان في الفيلم رمزية تاريخية أمينة عن الحادثة، إذ لم تزيّف فيه الحقيقة ولا حتى بحرف واحد معتبرا إياه بمنزلة الواجب الإنساني والأخلاقي والوطني.

وقال إن الفيلم لقي نجاحا كبيرا، وتُرجم إلى الإنجليزية والفرنسية، وحظي برضى الشعب العراقي، وأحرج الولايات المتحدة التي تذرّعت بأعذار مختلفة للتنصل من جريمتها.

و أكد عطوان أنه كتب السيناريو بناء على مساعدات لوجستية حصل عليها من خارج مؤسسة الإذاعة والتلفزيون آنذاك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى