البيئة والمناخمقالات الرأي

مشاريع التلزيك تهدد رئة بغداد بالتجريف

11 فبراير 2024

حسن الحجاج_ موجه

لم تكن الأشجار المعمرة في شارع أبو نؤاس قادرة فقط على جعله الأجمل، بل يتعدى تأثيرها لتجعله الأبرد في العاصمة بغداد!

وذلك بفارق كبير قد يتجاوز العشر درجات أقل من درجة حرارة باقي الشوارع المليئة بالإسفلت والحجر الإسمنتي المقرنص، حيث أن هذا الفارق الجمالي والبيئي كان بسبب كثافة الغطاء النباتي الذي يشكل مظلة طبيعية تخفض درجة حرارة السطح و مع عملية التبخير تعمل هذه اأاشجار مثل مكيف هواء طبيعي يلطف وينقي الأجواء!

وعلى الرغم من وجود هذا المثال الحي لكيفية تبريد و تلطيف أجواء العاصمة! نرى الجهات الحكومية تفتخر بارتكابها أكبر مجزرة بحق الأشجار المعمرة تحت مسمى “حزمة مشاريع فك الاختناقات المرورية” والتي تتضمن وجهين للخراب لهذا الشارع.

حيث يتمثل الوجه الأول بإزالة الأشجار المعمرة بقطعها، فيما يتمثل الوجه الآخر بنصب دعامات ثلاث جسور كبيرة في حوض النهر وبموازاة مسار الكورنيش مما يحجب منظر النهر عن الناس.

ستبلغ أطوال المجسرين 580 و 2650 مترا على التوالي مما يجعلها تغطي الجزء الأكبر من مساحة اأو نؤاس، فيما سيعبر الجسر الثالث باتجاه الجادرية لتستحوذ مقترباته على مساحات واسعة من الحدائق المطلة على النهر.

سبق لأمانة بغداد أن اعلنت انها ستنقل الأشجار المعمرة من شارع أبو نؤاس إلى أماكن أخرى لكنها لم تفي بوعدها.. تماما كما لم تفي بوعدها بنقل أشجار الكرادة المعمرة التي جُرِّفَت قبل عام، كما لم تفي بوعدها بزرع أشجار كبيرة بدلا منها.

يستغرب مختصون من اصرار الحكومة على قطع الأشجار وقتل الواجهة النهرية لأبو نؤاس والتغاضي عن الأسباب الحقيقية للزحامات، حيث لا يجد أكثر المختصين بمجال النقل والتخطيط الحضري أن حزمة مشاريع فك الاختناقات سوف تؤدي لحل المشكلة أصلا والتي تتمثل بزيادة أعداد المركبات بصورة غير معقولة وغياب منظومة محترمة للنقل العام (باصات، شبكة مترو مع شبكة قطارات ميتروبوليتانية)، يرافقها توزيع خاطئ للفعاليات في النسيج الحضري للمدينة ويزيدها سوءا تركيز جميع الفعاليات الحكومية والسلطات في مدينة واحدة، لذلك يزيد الأسى أن بغداد تفقد رئتها الخضراء ومتنفسها الأجمل لأجل حلول غير ناجحة لأزمة الازدحامات.


#أبو_نؤاس #الاحترار_العالمي  #البيئة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى