
7 يناير 2024
تحدثت محامية عراقية عن مشاهداتها داخل سجون كبرى في البلاد، مثل “الحوت” في الناصرية، و”التاجي” في بغداد، قائلة إن التعذيب وصل مرحلة “قلع الأسنان”، بينما اضطرت النساء إلى بيع أعضاء الجسد لدفع أتعاب المحامين.
قمر السامرائي – محامية في لقاء مع الإعلامي ياسر عامر :
نحن كمحامين نطالب بإحالة موكلينا للجان طبية، لكن الطلبات ترفض في أغلب الأحيان خصوصاً في دعاوى المخدرات والإرهاب، فمثلاً بعض دعاوى الإرهاب مجرد اعتراف لا أكثر دون وجود شاهد أو أي دليل آخر.
بعض المتهمين يعترفون على أنفسهم بأشياء لم يقوموا بها، للتخلص من التعذيب والضغط.
هناك معتقل في سجن الحوت في الناصرية، قلعوا أحد أسنانه “بالبلايس” أثناء التحقيق، وهناك سجين آخر حُقن بـ”التيزاب”، وهناك بعض المتهمين يتعرضون للاعتداء الجنسي لانتزاع الاعترافات منهم.
بعض المتهمين بالإرهاب أعمارهم 16 أو 17 عاماً، وينص قانون العقوبات العراقي 101 في عام 1969 أنه “لا يساءل جزائيا من اكرهته على ارتكاب جريمة، قوة مادية أو معنوية”، فهل هناك قوة أكبر من تنظيم داعش للإكراه؟ هل يمكن لشخص أن يقول كلا لداعش إذا أكرهته على الدخول في صفوفها حين تعذيب والديه مثلاً؟
لدي متهم محكوم بالإعدام، قُتل أخواه من قبل داعش، وابن خالته ضابط من ضحايا حادثة “القفص” الذي أغرقته داعش في الموصل، بينما تهمته الانتماء لداعش، وذلك اعتماداً على أقوال أحد الشهود الذي اعترف فيما بعد بكذب في أقواله بسبب ضغوطات أثناء التحقيق.
هناك 70 ألف معتقل في السجون حاليا، وهناك بعض النساء يقمن ببيع أعضاء من الجسد مثل الكلى، لتأمين أتعاب المحامين.
عند دخولي لسجني التاجي والحوت أحس إنني في قبر، فماذا عن السجناء؟ كيف لهم العيش هناك، وهناك أساليب تعذيب تعلموها من الأمريكان في سجن أبو غريب، رغم وجود تقاليد التعذيب المتوارثة من عهد صدام حسين.
بعض السجناء اختفوا قسراً، وسؤالي هو ما الذي حصل لبعض السجناء المختفين قسراً منذ 2006؟ بينما القانون الدولي الإنساني ينص على تبليغ أهالي السجين عن مكانه.