20 أيلول 2023
أبرمت الحكومة لعراقية، مطلع شهر أيلول الجاري، اتفاقا مع مؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي، لغرض إعادة تأهيل مطار بغداد الدولي بهدف تطوير منشآته المتهالكة، بحسب بيان رسمي.
وكشفت وثائق “مرفقة” ظهرت مؤخرا ، نحو 25 ملاحظة على مسودة الاتفاقية المبرمة بين العراق ومؤسسة التمويل الدولية، ولا يمكن الجزم بطريقة تعاطي السلطات العراقية مع تلك الملاحظات، لكن الوثيقة تؤكد ان الوفد المفاوض التابع لسلطة الطيران المدني العراقية طرح عدة ملاحظات ولم يتم الاخذ بغالبها في الصيغة الاخيرة المرسلة من قبل المؤسسة IFC في 10 حزيران الماضي 2023.
وبضمن الملاحظات المدونة، على سبيل المثال، لا الحصر “على العميل تعويض وابعاد الضرر عن مؤسسة التمويل الدولية IFC ومستشاريها ضد اي التزامات وخسائر واضرار وتكاليف ونفقات ناتجة عن أي مطالبات أو اجراءات”.
وايضا، ان “المؤسسة IFC غير مسؤولة عن دقة الدراسة بالمجمل ولا تتحمل المعلومات الواردة من مستشارية سلطة الطيران او مستشاريها او الطرف الثالث والتي بموجبها يتم اعداد دراسة الجدوى وكافة حسابات المشروع”.
وفي هذا الصدد، تتضح مخالفة تظهرها الوثيقة، كون الفقرة الاولى من “المفهوم العام للدراسة”، ذكرت ان التعاقد يتم مع المؤسسة بصفة استشاري لإعداد دراسة جدوى متكاملة وبضمنها الجانب البيئي والقانوني والفني والاجتماعي والمالي، فضلا عن اعداد الكراس الاستثماري المتكامل لغرض استقدام شركات محلية او عالمية من القطاع الخاص وفق مبدأ الـPPP لتشغيل وادارة مطار بغداد الدولي.
وتكشف كذلك، مبالغ الخدمات المذكورة، حيث تتراوح بين 2.5 و3.5 مليون دولار على ان تكون مدة العمل الاسترشادي 19 شهرا.
وثبتت الوثائق، ضعف وعدم تكافؤ بين الطرفين، من خلال سداد المستحقات بالموعد المحدد لمؤسسة التمويل الدولية وفي حال تأخر العميل يجوز لها تعليق العمل او انهاءه مع وجود فوائد تأخيرية، ولا يوجد في الاتفاقية ما يلزم الـIFC بالتزام المثل.
كما ان الاتفاقية، لا تلزم مؤسسة التمويل الدولية بتقديم ضمان صريح او ضمني فيما يتعلق بدقة أو اكتمال أو كفاية أي من مخرجات الدراسة الاستشارية ولا مدى النجاح الذي يمكن تحقيقه، فضلا عن تنازل العميل بشكل لا رجعة فيه عن اي مطالبة بالحصانة مع احتفاظ مؤسسة التمويل الدولية بجميع امتيازاتها وحصانتها.
وفي عودة الى البيان الحكومي، لذي وقع برعاية رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، فان “المؤسسة الدولية تقدم محفظة استثمار متكاملة تشمل الكيفية التي يتم فيها توسيع المطار الدولي وتمويله وتشغيله وصيانته”.
واضاف، ان “الاتفاق يهدف إلى رفع كفاءة (المطار) ومرافقه وعوامل السلامة فيه، والارتقاء بخدماته، لتتوافق مع المعايير الدولية للمطارات في العالم، وذلك عبر إحدى الشركات العالمية المتخصصة”.
ورغم الاهمية الكبيرة لمطار بغداد الدولي، الذي يعد أكبر محطة استقبال في العراق، لم يشهد أي مشاريع مهمة لإعادة تأهيل مرافقه التي بنيت قبل أربعين عاماً.
وفي نيسان الماضي، خصصت الحكومة العراقية مبلغ 500 ألف دولار لهيئة الطيران المدني لإبرام عقد مع مؤسسة التمويل الدولية، مؤسسة التنمية الرئيسية التي تركز على القطاع الخاص في البلدان النامية.
ووفق للاتفاقية ستقدم المؤسسة الدولية، كذلك “استشارات لمسار تنمية دور القطاع الخاص، وتعزيز دخوله في ساحة الخدمات العامة بالشراكة مع القطاع العام”.
ولفت البيان الى التجربة الطويلة للمؤسسة الدولية في “مجال تأهيل المطارات، حيث أشرفت سابقاً على تطوير وتوسعة أهم المطارات في المملكة العربية السعودية وتركيا، فضلاً عن مطار الملكة علياء الدولي”.
