أخبارالمرأة والمجتمع المدني

3 نساء يعتزمن الترشح لرئاسة الجزائر

23 يونيو 2024

ملخص

 يوجد في البلاد 34 برلمانية من مجموع 407 مقاعد، أي بمعدل 8 في المئة، مما فتح أبواب التشكيك في حقيقة الحضور السياسي للمرأة الجزائرية.

لا يزال إبداء ثلاث نساء نيتهن الترشح للانتخابات الرئاسية يثير نقاشاً، على اعتبار أنها سابقة في تاريخ البلاد، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه عما إذا كانت الخطوة من أجل تجميل المشهد الانتخابي، أم أن نضال المرأة السياسي فرض نفسه؟

ومنح وجود ثلاث نساء ضمن قائمة الراغبين في حكم الجزائر نوعاً من الحيوية السياسية في ظل الجمود الذي عرفته الساحة منذ فترة، كما ترك انطباعاً جيداً حول ترقية الممارسة السياسية للمرأة في البلاد، غير أن قيادة ثلاث نساء فقط لأحزاب سياسية من بين أكثر من 60 تشكيلة سياسية تنشط قانوناً، وإحصاء 34 برلمانية من مجموع 407  مقاعد، أي بمعدل ثمانية في المئة، فتح أبواب التشكيك في حقيقة الحضور السياسي للمرأة في الجزائر.

المترشحات الثلاث

وإذا كان للأمينة العامة لـ “حزب العمال” لويزة حنون تجارب سابقة من المشاركات السياسية، بما فيها الانتخابات الرئاسية حين تمكنت من الفوز بمعقد برلماني خلال انتخابات عام 1997، كما أعلنت ترشحها لرئاسيات 1999، فإن ملفها قوبل بالرفض من طرف المجلس الدستوري.

 وعاودت حنون الترشح لرئاسيات عام 2004، كما أن لها تحركات ونشاطات سياسية ونقابية وحقوقية  تمتد إلى ما قبل عام 1989 حين أقرت التعددية الحزبية في البلاد، وبعدها مع تأسيس “حزب العمال” عام 1990، فماذا عن المترشحتين الأخريين، زبيدة عسول وسعيدة نغزة، ولا سيما أمام شروط الترشح لمنصب رئيس الجمهورية.

المترشحة زبيدة عسول، المحامية والقاضية السابقة، أسست حزبها “الاتحاد من أجل التغيير والتقدم” عام 2012، وجمعت فيه عدداً من النشطاء السياسيين من بينهم محسوبون على المعارضة، ولكن سطع نجمها خلال المشهد السياسي الجزائري بعد انتخابات الرئاسة عام 2014 عندما شكلت مع رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور وشخصيات سياسية أخرى تكتل “مواطنة” لمعارضة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، ثم مشاركتها وتحركاتها خلال الحراك الشعبي عام 2019.

وعلى عكس السياسيات الحقوقيات فقد فاجأت المترشحة سعيدة نغزة الجميع على اعتبار أنها من الاقتصاديات ونساء الأعمال، وبصفتها رئيسة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، على رغم أن حضورها كان لافتاً في مواقف عدة، سياسية واقتصادية، بخاصة خلال الحكم السابق الذي تميز بتغول التكتل المالي الموالي للرئيس بوتفليقة، لكن أيضا كان لها “احتكاك” مع الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون، بعد رسالة وجهتها له تنتقد الوضع الاقتصادي والاستثماري والإداري وتطالبه بالتدخل لإنهاء حالات التضييق والتسيب والابتزاز.

شروط الترشح

ويمنح الدستور الجزائري لجميع الجزائريين من الجنسين الحق في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية على أن تتوافر فيهم مجموعة من الشروط، على رأسها الديانة الإسلامية، والإقامة في الجزائر دون سواها مدة تزيد على 10 أعوام، مع بلوغ سن الـ 40 وعدم تورط المترشح أو المترشحة في أي أعمال معادية “لثورة التحرير”.

كما يشترط على المترشحين والمترشحات جمع 50 ألف توقيع على مستوى 29 محافظة، في حين ينخفض عدد التوقيعات إلى 600 عن كل محافظة بالنسبة إلى المترشحين الذين يملكون تمثيلاً على مستوى البرلمان.

تغير الأعراف

وفي السياق يرى الباحث في الشؤون الجزائرية والدولية عبدالرحمن بوثلجة أن “إعلان الرغبة في الترشح من طرف ثلاث نساء في انتظار تحقيق شروط الترشح، يدل على التطور الذي عرفه المجتمع الجزائري في مجال الممارسة السياسية، إذ إن القوانين تسمح للمرأة بالترشح، بل وتشجع عندما يتعلق الأمر بالانتخابات المحلية والتشريعية، إذ يشترط القانون المناصفة بين الرجال والنساء في القوائم الانتخابية”.

وأضاف أن “العرف الجزائري أصبح يتقبل تولي النساء للمسؤوليات السامية والعالية، على رغم أنني أعتقد أنه من الصعب بلوغ امرأة رئاسة الجزائر خلال المدى المنظور”.

ويتابع بوثلجة أنه “لا يمكن النظر إلى المترشحات الثلاث من هذه الزاوية فقط، أي أنهن نساء، فمثلاً ’حزب العمال‘ رشح زعيمته لويزة حنون التي تترأس الحزب منذ عقود، ولم يكن له خيار آخر غيرها ما دام أنه اختار تقديم مرشح بدل دعم مرشح محتمل، كما فعلت أحزاب أخرى.”

أما المحامية زبيدة عسول التي اشتهرت على الساحة الإعلامية خلال فترة الحراك الشعبي فيقدمها داعموها على أنها المرأة الحراكية التي يمكن أن تجمع الذين لم ينظموا إلى مشروع الجزائر الجديدة الذي أتى بالرئيس الحالي عبدالمجيد تبون، ويضيف الباحث مبرزاً أن ترشح سعيدة نغزة قد يمثل توجهاً لجزء من رجال الأعمال ومن لهم نظرة مغايرة للسياسات الاقتصادية السائدة في الجزائر.

الواقع شيء آخر

من جانبها تعتبر مسؤولة لجنة الإعلام بحزب “جبهة الجزائر الجديدة” وداد قادري أن إبداء ثلاث نساء نيتهن في الترشح لرئاسيات السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل أمر طبيعي جداً بعد التحولات الاجتماعية الكبرى التي حدثت في المجتمع الجزائري، مشيرة إلى اقتحام المرأة الجزائرية كل القطاعات وتسجيل حضورها القوي في كل الأحداث والمحطات الوطنية، وهو ما انعكس على المجال السياسي خصوصاً بعد تكريس قانون ترقية الممارسة السياسية للمرأة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى