أخبار

2024 في تقرير: إسرائيل أكبر قاتل للصحافيين

16 ديسمبر 2024

قدّم تقرير منظمة مراسلون بلا حدود (مقرها باريس) لعام 2024 نظرة قاتمة حول واقع حرية الصحافة في العالم، كاشفًا عن تصاعد مقلق في أعداد الصحافيين الذين قُتلوا أو اعتُقلوا أو اختُطفوا أو فُقدوا. وأبرز التقرير أن الصحافيين يواجهون أخطارًا متزايدة، خصوصاً في مناطق النزاع، مع تزايد استهدافهم بشكل مباشر من قِبل السلطات والجماعات المسلحة، ما جعل ممارسة الصحافة مهنة محفوفة بالمخاطر أكثر من أي وقت مضى.

قتل الصحافيين في 2024: إسرائيل في الطليعة
بحسب التقرير الصادر أخيراً، شهد عام 2024 مقتل 54 صحافيًّا بسبب عملهم، وفقًا لآخر إحصاءات “مراسلون بلا حدود”. من بين هؤلاء، قُتل 51 صحافيًّا محترفًا، إلى جانب صحافي غير محترف واثنين من العاملين في وسائل الإعلام. وكانت الغالبية العظمى من القتلى من الرجال (52)، فيما قُتلت امرأتان. وفي ظل تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، فإنّ المنطقة الأكثر دموية للصحافيين هذا العام كانت قطاع غزة، حيث قُتل أكثر من 30% من الصحافيين، ونتيجة هذا الاستهداف الإسرائيلي المقصود للعاملين في قطاع الإعلام، صنّفت المنظمة القطاع الفلسطيني بوصفه “أخطر مكان للصحافيين” في العالم.

منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ومع تكثيف الاحتلال جرائمه في غزة، قتل أكثر من 145 صحافيًّا (مكتب الإعلام الحكومي يشير إلى استشهاد أكثر من 194 صحافيًّا)، بينهم 35 يُرجح أنهم استُهدفوا بشكل مباشر أو قُتلوا أثناء ممارسة عملهم. وعلى الرغم من أن معظم هؤلاء الصحافيين كانوا يرتدون شارات تعريف واضحة تفيد بأنهم صحافيون، إلا أنهم قُتلوا في غارات جوية أو برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي أظهرت تجاهلاً صارخًا للقانون الدولي.

فلسطين كانت الأكثر خطورة بين الدول، يليها باكستان حيث قُتل 7 صحافيين، ثم بنغلادش والمكسيك بواقع 5 قتلى لكل منهما. وتبرز أيضًا دول مثل السودان (4 قتلى)، ميانمار (3 قتلى)، كولومبيا (قتيلان)، وأوكرانيا (قتيلان) بوصفها أماكن شديدة الخطورة للصحافيين هذا العام.

وأشار التقرير إلى أن عددًا كبيرًا من هؤلاء الصحافيين كانوا ضحايا أعمال عنف مرتبطة بالجماعات المسلحة أو السلطات القمعية. وتصدّر جيش الاحتلال الإسرائيلي قائمة “مفترسي حرية الصحافة” لعام 2024. وأكد أن الصحافيين لم يعودوا مجرد شهود على الجرائم، بل باتوا أهدافًا مباشرة، حيث يتم استهدافهم بسبب ما ينقلونه من حقائق.

الصحافيون المعتقلون: أرقام قياسية جديدة
بحلول الأول من ديسمبر/كانون الأول 2024، كان 550 صحافيًّا حول العالم رهن الاعتقال، بزيادة قدرها 7.2% مقارنة بالعام السابق. واحتلت الصين المركز الأول عالميًّا في عدد الصحافيين المعتقلين، حيث تحتجز 124 صحافيًّا، من بينهم 11 صحافيًّا في هونغ كونغ. إذ تواصل الحكومة الصينية حملتها القمعية على الأصوات المستقلة، مثل الصحافية تشانغ زان التي اعتُقلت بسبب تغطيتها لتداعيات جائحة كوفيد-19، والصحافية صوفيا هوانغ شوكين التي حُكم عليها بالسجن لخمس سنوات لدورها في حركة “مي تو”.

وفي “تطور جديد وخطير” كما وصفته المنظمة، أصبحت إسرائيل واحدة من أكبر ثلاث دول في العالم تسجن الصحافيين، حيث تحتجز 41 صحافيًّا، معظمهم من الفلسطينيين، منذ اندلاع الحرب في غزة. ويشير التقرير إلى أن إسرائيل تستخدم الاحتجاز الإداري أداةً رئيسية لاعتقال الصحافيين، ما يسمح لها بحبس الأفراد من دون توجيه تهم رسمية. من بين هؤلاء، الصحافيان علاء الريماوي ومدير مكتب “العربي الجديد” في قطاع غزة الزميل ضياء الكحلوت اللذان تعرضا للتعذيب في السجون الإسرائيلية.

بالإضافة إلى الصين وإسرائيل، تأتي دول مثل ميانمار (61 معتقلًا)، بيلاروسيا (40 معتقلًا)، وروسيا (38 معتقلًا) ضمن أكبر الدول التي تسجن الصحافيين. وتشمل قائمة الدول الأخرى التي تستمر في اعتقال الصحافيين بشكل ممنهج إيران (26 معتقلًا)، فيتنام (38 معتقلًا)، ومصر (19 معتقلًا).

الصحافيون المختطفون والمفقودون: قصص منسيّة
بلغ عدد الصحافيين الذين تعرضوا للاختطاف في 2024، 55 صحافيًّا، وجميعهم تقريبًا محتجزون في خمس دول رئيسية: سورية التي تحتجز 38 صحافيًّا، العراق (9 صحافيين)، اليمن (5 صحافيين)، مالي (صحافيان)، والمكسيك (صحافي واحد).
وبقيت سورية، حتى لحظة إعداد التقرير اي بداية ديسمبر (قبل سقوط النظام)، أكثر الدول خطورةً على الصحافيين المختطفين، حيث لا يزال مصير 38 صحافيًّا مجهولًا، وغالبيتهم احتُجزوا من قبل تنظيم داعش أو مجموعات أخرى خلال الفترة التي تلت الثورة عام 2011. ولم تتلق عائلات هؤلاء الصحافيين أي معلومات حول مصيرهم منذ سنوات.
أما في اليمن، فقد شهد هذا العام اختطاف صحافيَّين جديدين، هما الصحافي محمد المياحي الذي اختطفته جماعة الحوثيين في صنعاء، والصحافي فهد الأرحبي الذي تعرض للاختطاف للمرة الثالثة على يد الحوثيين بسبب فضحه للفساد في صفوف الجماعة. وفي مالي، يستمر احتجاز صحافيين اثنين منذ نوفمبر 2023، في ظل مطالبات بدفع فدية مالية كبيرة لإطلاق سراحهم.
وبحسب التقرير فإن عدد المفقودين في 2024 بلغ 95 صحافيًّا، 30% منهم في المكسيك، إذ وصل عدد الصحافيين المفقودين هناك إلى 30، معظمهم ضحايا للجريمة المنظمة أو استهداف الدولة لهم.

انتصارات صغيرة
رغم الصورة القاتمة التي يرسمها التقرير، إلا أن بعض الصحافيين حققوا انتصارات صغيرة هذا العام، مع إطلاق سراح عدد منهم بعد سنوات من الاعتقال. كان أبرز هؤلاء هو مؤسس موقع “ويكيليكس” جوليان أسانج، الذي أُفرج عنه بعد معركة قضائية طويلة في المملكة المتحدة. كما أُفرج عن الصحافيتين الإيرانيتين نيلوفار حامدي وإلهه محمدي اللتين كانتا قد اعتُقلتا بعد تغطيتهما لقضية وفاة مهسا أميني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى