وسط العواصف السياسية والاقتصادية… أوروبا تسلم دفة القيادة إلى سيدتين
للمرة الأولى في تاريخ الاتحاد الأوروبي، يُتوقع أن تصل امرأتان إلى أعلى مناصبه في تشرين أول المقبل. أورسولا فون دير لاين وزيرة الدفاع الألمانية رُشحت لتكون على رأس "المفوضية" خلفاً لجان كلود يونكر من لوكسومبورغ، وكريستين لاغارد الفرنسية مديرة "صندوق النقد الدولي" التي طُرحت لتتولى رئاسة "البنك المركزي الأوروبي" خلفاً للإيطالي ماريو دراغي. ويأتي هذا التطور مع ظهور ملامح تفتت لسياسات هذه الكتلة العالمية. فقد حققت الأحزاب القومية الصغيرة والأيديولوجية مكاسب، وأضعفت نظيرتها التقليدية الأكثر مركزية.
فون دير لاين
أورسولا فون دير لاين طبيبة وخبيرة في الاقتصاد. وُلدت في بروكسل من عائلة أرستقراطية، تتحدث الفرنسية بطلاقة، وكانت وزيرة فيدرالية للأسرة، ثم للشؤون الاجتماعية في حكومة أنغيلا ميركل. هي أم لسبعة أبناء، وابنة رئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى إرنست ألبريشت، وتعدّ محافظة معتدلة. اقترح ترشيحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على المستشارة ميركل، في محاولة للخروج من المفاوضات على التسميات، التي شملت إضافة إلى الدولتين، عشرات المرشحين من البلدان الأعضاء، أبرزها إيطاليا وبولندا. وستكون فون دير لاين بلا شك، مسرورة بالعودة إلى مسقط رأسها بروكسل، التي كانت مقر العمل السابق لوالدها.
كريستين لاغارد
أمَّا السيدة الثانية كريستين لاغارد فدفعت فرنسا في الأيام الأخيرة بترشيحها إلى رئاسة "البنك المركزي الأوروبي"، وكانت المستشارة الألمانية ميركل أعربت منذ فترة طويلة عن تقديرها للاغارد، التي كانت وزيرة للمال في حكومة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.
وقالت إن "لديها المهارات والصفات اللازمة لقيادة المؤسسة النقدية الأوروبية". وتضيف ميركل أن "تعيين امرأتين في منصبين استراتيجيين، يُعدّ تغييراً كبيراً في الاتحاد الأوروبي. فمجتمعاتنا مشتركة، وتولي مناصب المسؤولية يجب أن يكون على قدم المساواة".