هل انتهى شهر عسل اللاجئين السوريين في تركيا ؟

بعد سنوات ثمان من الترحيب بالسوريين، يبدو أن أبواب تركيا المفتوحة على وشك الإغلاق وأن مشاعر التعاطف مع اللاجئين السوريين على وشك النفوذ.
تشير استطلاعات الآراء في تركيا إلى تدني التعاطف في أوساط المجتمع التركي للاجئين السوريين، من 70 بالمئة إلى 40 بالمئة. وينظر إلى وجود هؤلاء اللاجئين والوافدين على أنه من العوامل المهمة لخسارة حزب (العدالة والتنمية) الذي يتزعمه رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في الانتخابات المحلية في إسطنبول هذا العام.
وتفيد الاحصاءات الرسمية إن نحو 3,6 مليون لاجئ سوري هربوا إلى تركيا منذ اندلاع الحرب في بلادهم في عام 2011، وتم بناء أكثر من 20 مخيما للاجئين في 10 مقاطعات تركية، وان عددا قليلا منهم سمح لهم بالاقامة في مدينة اسطنبول السياحية، ولكن عدد المقيمين غير الشرعيين ربما تجاوز النصف مليون لاجئ سوري فيها.
وقد مددت مددت تركيا الموعد النهائي لمغادرة آلاف اللاجئين السوريين غير المسجلين في اسطنبول للمدينة حتى 30 أكتوبر/تشرين الأول أو مواجهة الترحيل القسري ، حسبما أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو .
ولكن نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاتكلي قال مؤخرا، إنه تم ترحيل أكثر من 40 ألف لاجئ سوري من اسطنبول إلى المخيمات، وإلى المحافظات التركية الأخرى. وان ما يشبه بالحملة تجري لللتعرف على المقيمين السوريين، وكان حاكم ولاية إسطنبول قد اوضح إن على السوريين الذين يتمتعون بحق الإقامة في المدينة حمل جوازات سفرهم ووثائق هوياتهم معهم في كل الأوقات، كما أعلن عن اجراءات تدقيق مستمرة في محطات الحافلات والقطارات.
من جانبهم يقول سوريون إن السلطات في إسطنبول تجبر العديد من المهاجرين السوريين على التوقيع على وثائق عودة طوعية لا يستطيعون قراءتها أو فهم محتواها.
ويبدو ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جاد في استخدام اللاجئين كورقة ضغط على اوروبا، وهدد قائلا : " قد تعيد أنقرة فتح الطريق أمام المهاجرين إلى أوروبا، إن لم تتلق دعما كافيا لخطتها لإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا شرق الفرات".
ويريد أردوغان إعادة توطين مليون لاجئ في المنطقة المعتزم إنشاؤها، من بين أكثر من ثلاثة ملايين و500 ألف سوري لجأوا إلى تركيا فرارا من الحرب.