نغم صالح .. فنانة ترسم معاناة النساء
الفنانة التشكيلية نغم صالح من الفنانات المعروفات بالاهتمام بموضوعات المرأة والطفولة والطبيعة العراقية، حيث تعتقد ان المرأة قادرة على التعبير عن هموم النساء اكثر من الرجل لاحساسها بها.
تقول: ان المرأة ايقونة الجمال بكل حالاتها، ان كانت أماً أو ابنة، كبيرة كانت أو صغيرة، لذلك تجدها في كل لوحة من لوحاتي، وهي قوية ولها سحر الحب بالروح والشكل.
وتضيف موضحة: هناك ثمة رسائل أطرحها من خلال اللوحة. ولدي عدة أعمال كانت إنسانية منها لوحة بعنوان( لاجئين بلا مأوى) ..ولوحة (يتيمة حرب) وهي من مقتنيات منظمة الأمم المتحدة في العراق، ومعها لوحة ( حمائم وطن) وغيرها العديد من اللوحات، التي أظهرت فيها معاناة النساء من الحروب والصراعات ورفض أي صراع ينتج عنه دمار للوطن والإنسان والمرأة أكثر المتضررين. لقد انتصرت للمرأة في قضاياها الانسانية في جميع لوحاتي.
• هل تعتقدين ان المرأة تستطيع ان تقاوم العادات من خلال فنها ونشاطها وكيف؟
-أعتقد ان للمرأة مساحة أوسع للتعبير بالفن عن واقع مجتمع له بعض القيود…هي ليست مقاومة انما عملية خلق عالم مواز، يخفف كل الصعاب التي ستواجهها.
• هل تشعرين ان الرجل يحد من نشاطك الفني في المجتمع؟
-بالنسبة لي كان داعماً ومسانداً وجعل لي مساحة من الحرية احترمها وأقدر له ذلك .ومع ذلك في بعض الأحيان تكون التطلعات أكبر ولذلك انتظر الوقت المناسب لتحقيقها.
• بمَنْ تأثرت كامرأة وفنانة؟
– كانسانة وامرأة هناك تأثيرات الاهل والعائلة، كل منهم اخذ حيزاً مهماً في حياتي، اما كفنانة بالدرجة الاولى تأثرت وتعلمت كثيراً من الفنان الرائد فائق حسن.وكذلك الفنان عبدالقادر الرسام.وكانا خير معين لي في صقل الموهبة وتعلم تقنيات الرسم.وكذلك استاذي في المعهد ابراهيم العبدلي الذي اكن له احتراماً كبيراً، لما قدمه لي خلال دراستي
للفن.
* أيهما اكثر تجسيداً لصورة المرأة وهمومها، الرجل الفنان ام المرأة الفنانة؟
الامكانية بالتعبير بتجسيد المرأة تعتمد على قدرة وابداع الفنان أو الفنانة..هناك فنانون جسدوا المرأة بأعمال خالدة وهناك أعمال مذهلة لفنانات اتخذن من المرأة مفردة جمالية بأعمالهن الفنية…لا يمكن تحديد الأفضلية.
*كيف تنظرين الى قضية تهميش المرأة، وكيف تتصرفين اذا تعرضتِ لذلك؟
-في مجتمعنا الشرقي يرفض الرجال فكرة أن تكون المرأة أفضل منهم ولذلك نجد الكثير من المحاولات للنيل من نجاحها بالتشكيك أو التقليل من منجزها..أما بنسبة لي اذا شعرت بمجرد محاولة للتهميش فهذا يزيدني قوة وإصراراً على إبراز النجاح أكثر والعمل والمثابرة على ذلك، سواء كان بعملي أو بفني.
*هل لديك لوحات في خارج العراق؟
– نعم هناك اقتناءات عديدة للوحاتي في اميركا ودول الخليج العربي واوروبا.
* ماذا تستخدمين من خامات وادوات في الرسم؟
-الزيت والاكريلك والقماش ومواد أخرى، إذا تطلب التكنيك داخل اللوحة لتلك المواد.
• هل الموضوع هو الذي يفرض نوعية الخامات المستخدمة؟
-نعم ، في بعض الأحيان الموضوع يحتاج إلى بناء أجواء خاصة، مثل اضافة كولاج أو خامة مختلفة مع مراعاة طبيعة الألوان المستخدمة إذا كانت زيتية أم اكريلك.
*تمنياتك كامرأة وفنانة؟
تمنياتي حققت الكثير منها كامرأة وفنانة وتبقى امور وامنيات جديدة منها لأولادي وعائلتي..ومنها على صعيد عملي وفني المعرض الشخصي على رأس القائمة بالنسبة للأمنيات الفنية، وهناك مشروع فني قيد الدراسة اتمنى أن ينجح.
*ماهو اسلوبك في الرسم؟
– في بداياتي بالرسم كانت لوحاتي تنتمي للمدرسة الواقعية، كان الرسم بهذا الأسلوب يشكل لي متعة حقيقية واستكشافاً لعالم من الجمال ودراسة للون والإنشاء للعمل الفني. بعدها انتقلت للواقعية التعبيرية لشعوري بحرية التعبير بهذا الأسلوب.
مغامرة جميلة
* هل أنت مع التمسك بأسلوب واحد بالرسم أم يتغير مع الزمن؟
– أنا مع تجربة كل أساليب الرسم، وعندي مجموعة من التجارب الشخصية، الفضول وحب تجربة أشياء غير نمطية وغير مألوفة هي من ضمن شخصية الفنان، وبالتأكيد التقنيات الحديثة والمواد الجديدة تجعل من أي تجربة مغامرة جميلة، وبعضها تنجح لتكون أسلوباً جديداً. وهناك العديد من الأسماء الكبيرة بفن الرسم انتقلوا من أسلوب لآخر خلال مسيرة حياتهم مثل بيكاسو. أنا مع تطوير واستحداث أساليب جديدة.
*هل تؤثرين في اطفالك فنياً من ناحية التوجه المستقبلي.. ؟
– ميولهم علمية مع وجود موهبة وحب للتعبير الفني ،لكن قدر الإمكان اشجعهم وأحاول أن يركزوا على المجال العلمي أكثر.
*هل ترسمين نفسك في لوحاتك؟
– لوحتان رسمت فيهما شيئاً قريباً من شكلي، وشاركت باحداهما في معرض عن المرأة، وكثيراً ما يقولون عن لوحاتي، بان هناك شبهاً بينك وبين ماترسمين.
*لوحة لم ترسميها بعد؟
-هناك العديد من اللوحات لم ترسم بعد، فخيالي يعج بالكثير من الصور والمواضيع ومنها الطبيعة.
*اصعب لوحة رسمتها؟
-الصعوبة ليست بإنجاز اللوحة لكن بعض اللوحات تحمل معاني حزينة مثل (لوحة هروب سبية) بعد رسمها دخلت في حالة حزن وتركت الرسم مدة قبل استئناف الرسم مرة اخرى.
*الجوائز في حياتك ؟
الجائزة المهمة في حياتي هي رضا الله سبحانه وتعالى عني ووهبني عائلة جميلة وسعيدة. اما الجوائز الفنية التي حصلت عليها خلال مسيرتي الفنية، فهي كثيرة منها جائزة الابداع من المؤتمر الثاني لجامعة بابل، وقلادة الابداع من نقابة الفنانين العراقيين،ودرع الابداع من مؤسسة الشبكة الدولية وجائزة الابداع من رابطة الفنون وقلادة الابداع من معرض الربيع لدار الازياء العراقية وشهادة تقدير واعتزاز من جمعية التشكيليين العراقيين.
الصبـــاح