تقارير وتحقيقات

موظفو العراق.. بين المحنة والامل

عراقيات – رغدة صلاح

بعد قرابة الشهرين لم تستلم المعلمة ابتهال عبد الأمير (47 عامًا) راتبها وهي ملزمة شهريًا بدفع ايجار البيت، ومولد الكهرباء والانترنت ومصاريف أبنائها الثلاثة فضلا عن المصاريف الغذائية، يضاف له دفع أجور تنقلها لعملها هذا الذي لا يسد احتياجاتها واسرتها، تقول عبدالامير لعراقيات: اصبح اقاربي وبعض من صديقاتي، إضافة لأصحاب الدكاكين المجاورة لبيتي يساعدوني في حمل هذه الأيام الصعبة، والبعض الاخر يعفيني او يؤخر لي دفع الأجور، وعلى الرغم من ذلك فالقلق والخجل والديون أصبحت فوق بعضها عليَّ.

 

عفا الله عما سلف

في سياق متصل يخبرنا احد الموظفين العسكريين في إقليم كردستان تحفظ عن نشر اسمه، انه لم يتسلم راتبه منذ قرابة الخمسة اشهر، ويدير امور بيته  وزوجته وطفليه بالاعتماد على والديه، ويقول: لولا مساعدة والدي لكان الامر مهلك، ونقول عفا الله عما سلف المهم ان لا يكون الحال نفسه في اشهر العمل القادمة، فتلك مهانة وتجاهل وفساد كبير تجاهنا!

 

للموظفين الحلاقة مجانًا

احمد ماهر ذا ال23 ربيعا يمتلك محل حلاقة في منطقة السيدية ببغداد علق على بابه لافته كتب عليها "للموظفين الحلاقة مجانًا"، ويقول لنا: لا استطيع ان اترك أصدقائي وسكان محلتي في ازمتهم وانا اعلم أن ديونهم اصبحت كثيرة، لذا قررت مساعدتهم بهذه المبادرة البسيطة.

 

عجز واقتراض

وعليه صوت مجلس النواب العراقي، امس، على قانون الإقتراض لدفع رواتب الموظفين، والذي يدعى بـ"قانون تمويل العجز المالي" ، في جلسة مطولة أنتهت بتمريره، ويعد هذا القانون مادةً تسمحُ للحكومةِ بالإقتراض مِنْ المصارف الداخلية والمحلية في العراق لتسديد مرتبات الموظفين التي اصبحت موارد الدولة العراقية عاجزة عن تحملها!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ابنة سنجار شيماء العباسي.. من ضحية حزينة إلى ملهمة فخورة

 

عراقيات – رغدة صلاح

حازت شيماء العباسي (23عامًا) من محافظة نينوى على جائزة "الاستخدام الشجاع للرياضة" ضمن برنامج Beyond Sport" " الذي يوظف الهوايات الرياضية لنشر ثقافة التسامح والسلام والعدالة.

وبهذا الصدد قالت العباسي لعراقيات: سعادتي لا يمكن ان تصفها الكلمات، فهي ليست مجرد جائزة، انما وسام يثبت لي وللعالم القوة التي امتلكها والتي مكنتني من تغير حياتي للأفضل، كما انني اشعر بفخر كبير لكوني امثل المرأة العراقية التي تتحدى مآسي حياتها لتصنع الأمل.

يذكر ان شيماء التي تعمل اليوم ناشطة ومدربة رياضية وصحفية، كانت احدى الفتيات التي نزحت بسبب الهجمات الإرهابية على سنجار، وتعرضت لشتى انواع الانتهاك الجسدي والنفسي من "داعش"، وسكنت لمدة طويلة تعايش مرار الاحداث ومخلفاتها في المخيمات وهي فتاة لم تتجاوز ال16 ربيعًا، وشهدت الظلم والاستغلال الذي عايشه النازحين هناك، لذا قررت ان تصبح ناشطة ومدافعة عن حقوق الانسان.

تقود العباسي اليوم فرق تطوعية منها #لمسة_امل الذي يهدف لنشر التوعية الثقافية ونقل معاناة النازحين، وفريق #فكر_قبل_ان_تنشر، وتخبرنا: اعمل اليوم على مشروع اسعى ليرى النور قريبا وهو انشاء نادي خاص للفتيات يجمع النازحات واللاجئات ويختص بالنشاط الرياضي بجوانبه كافة.

واضافت: احلم بأنشاء ملجئ يجمع أطفال متلازمة داون الذي كان اخي واحدا منهم، والذي بسببه تعلمت ان أكون مسؤولة وقوية الى اليوم، حتى بعد مفارقته الحياة لسنوات طويلة.

هذا وحازت العباسي على جوائز وشهادات دولية عديدة لنشاطها الانساني وسعيها في رسم الغد الافضل، منها اختيارها احدى قصص نجاح منصةTedxللعام 2020 تحت شعار "معا ولأجل الفتيات الدولية" في لندن، وحيازتها شهادة TOT للدعم النفسي من منظمة save the children، وغيرها الكثير.

للمرأة تقول شيماء: كوني قوية بإيجابيتكِ وحبكِ للحياة. اكسري الصمت وكوني انتِ من تقرر مسار حياتها وليس الاخرين!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى