أخبارفنون ورياضة

مهنة نادرة مازالت تعيش في بعقوبة.. أصوات أدوات أبو عزت لن تتوقف

14 يونيو 2024

تأطير اللوحات الفنية والصور الشخصية مهنة متوارثة عرفتها بعقوبة القديمة في ورشة العم أبو عزت بشارع حسينية السيد عبد الكريم المدني، والورشة قائمة منذ ستينيات القرن الماضي، ويكافح عبدالحميد محمود سلمان (أبو عزت) للحفاظ على صنعته التي باتت تواجه الاندثار، وهو معروف في سوق بعقوبة وبين الوسط الفني وطلبة كلية ومعهد الفنون الجميلة، ويتحدث لشبكة 964 عن فنون مهنته وطريقة اختيار الإطار المناسب، وصناعته، وأيام الإطارات العراقية من معمل “أسوان”، كما يفتخر بتأطير لوحة للفنان هادي البناء، رسمها من صورة فوتوغرافية التقطها المصور لطيف العاني.

يقول أبو عزت مؤطر اللوحات :

بدأت في هذه المهنة منذ ستينات القرن الماضي وأنا في هذه المنطقة منذ تلك الفترة حينما كنت طالباً وتخرجت وعملت في السلك التعليمي وتقاعدت وأنا أعمل بها حيث ورثتها عن أخي الذي انتقل إلى مثواه الأخير.

عملي تحديداً تأطير مختلف الصور الشخصية أو اللوحات، ويأتي بها فنانو المحافظة لأقوم بتأطريها وفق الإطارات التي تناسب اللوحة من حيث مكوناتها وألوانها.

هذه المهنة محببة إلى نفسي لأني ألتقي بها بخليط رائع من الفنانين، والفن هو محور الحياة وبدونه لا تساوي شيئاً.

في بداية الستينات كان الخشب المستخدم يأتي من بلجيكا على شكل أعواد بطول 3 أمتار، بعدها أنشئت معامل عراقية مثل معمل “أسوان” وكانت هذه المعامل تقوم بتحضير الخشب ونقشه وطلائه بالألوان المناسبة.

استمر الحال حتى عام 2003 حين دخل المستورد للسوق تحديداً من الصين وغيرها وهذا أثر في المهنة.

سابقاً كان جميع المصورين يأتون إليّ كي أقوم بتأطير صورهم أما الآن ومع المستورد أغلقت معامل صنع الإطارات ومعامل توفير الأصباغ وتم تسريح العمال إلى بيوتهم.

في السابق كنت أذهب إلى بغداد وأشاهد الكثير ممن يعملون بهذه المهنة أما اليوم انقرضت ولا يوجد سوى أشخاص معدودون.

أنواع الخشب المستخدم الآن عبارة عن سبيكة بلاستيكية أو من مادة الفوم، في حين كان الخشب المستخدم من نوع الجام أو البلوط والذي يعتبر أجود الأنواع وكان معمل “أسوان” يزودنا به في السابق.

الإطارات المستخدمة اليوم صينية من نوع الفوم والإطارات جيدة من ناحية الجودة والمتانة فالإطارات الموجودة ملائمة لنوعية الطلب في بعقوبة، أما في بغداد، فتوجد في الكرادة مثلاً إطارات بدءاً من 100 دولار إلى 400 دولار وهذه الأسعار لا تناسب بعقوبة.

مازلت معتزاً بهذه الهواية، والمحل اليوم عبارة عن منتدى للقاء الأصدقاء القدماء ونستذكر معاً الذكريات الجميلة.

بعض الفنانين الذين يراجعونني من أهالي بعقوبة يعرضون لوحاتهم في بغداد بعد تأطيرها عندي، ويبيعونها بأسعار تصل حتى 700 دولار.

إطار اللوحة يجب أن يكون بلون واحد أما باللون الأسود أو البنّي أو الماروني، والأسعار مختلفة فهناك إطار عريض مثلاً 5 سم أو 3 أو 2 أو 1 سم ولكل واحد سعر خاص وفقا لشكل اللوحة المعروضة.

اللوحة أو الصورة مثلا 50 * 70 يصل سعر إطارها إلى 15 ألف دينار أو 12 الفاً وحتى 8 آلاف ويرتفع السعر حسب عرض الإطار ونوع الخشب المستخدم.

في بغداد يتم التأطير بإطارات عريضة وتحتوي على حافة اسمها في العمل “كنر” ووظيفته إحاطة اللوحة ليعزلها عن المحيط، وأنا إذا قمت بالعمل في هذه الأنواع من الإطارات فاللوحة 50 * 70 تكلف 50 ألف دينار أو 60 ألفاً وهذه تكلفة عالية على الفنان في بعقوبة.

أنجزت إطارات للفنان هادي البناء والفنان علي الطائي ويعرضان أعمالهما في بغداد وأيضاً للكثير من الفنانات يعرضن أعمالهن في بغداد والمناطق الجنوبية.

هناك لوحة لهادي البناء أطرتها بنفسي وكانت جميلة لشارع في بغداد أن التقطها المصور لطيف العاني وقام الرسام بسحبها ورسمها بألوان رائعة وحجم كبير وبيعت منها أكثر من نسخة.

هناك تخفيضات لطلاب معهد وكلية الفنون الجميلة لأن أغلبهم بحاجة للمال، لذلك أحيانا أمنحهم تخفيضات باعتبارهم أمل المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى