من تنور خبز تربي ام مرتضى ثلاث اطفال وتعلمهم
زينب المشاط/ عراقيات
تنورٌ صغير، يتصدر باحة منزلها ذي المظهر الأقل من المتواضع، او قد يكون "من بيوت التجاوز" في جانبٍ من عشوائيات بغداد في منطقة حي أور، حيث تسكن "ام مرتضى" مع اطفالٍ ثلاث، بلا زوج ولا أخٍ يُعيلها، وليس لديها سوى هذا التنور الصغير لتكسب من خبزه لقمة عيشها.
تقول أم مرتضى بعد أن التقتها "عراقيات" ، " زوجي متوفٍ، وانا أعمل على بيع الخبز الذي اخبزه بهذا التنور لاكسب لقمة عيشي واطعم هؤلاء الاطفال، فلا أخ ليعينني ولم يُبقي لي القدر زوجي." وتشير قائلة " حاولت كثيراً اللجوء لأخي الا انه لم يُجرب اعانتي حتى ولو بمالٍ بسيط لأًسدد من خلاله إجار هذا البيت."
بيتٌ لا يصلح للعيش البشري، الرطوبة تُسيطر على ارضيته وجدرانه، يخلو حتى من الأثاث، وتُفترض جوانبه بمفارش للجلوس عليها، وتخرج هذه المرأة لجلب بعض الطعام لابناءها كما تذكر" أذهب لمن اعرفهم ليعطوني بعض الطعام لابنائي، ففي ايام كثيرة لا ابيع الخبز، وهذا بدوره لايسمح لي بأن اطعم ابنائي، لا سبيل لي سوى أن اجلب لهم الطعام من خلال طلبه ممن يستطيعون منحي اياه." مؤكدة "هنالك الكثيرين ممن زرع الله الرحمة في قلوبهم يمنحونني الكسوة والطعام."
أم مرتضى، تعمل من أجل تعليم ابناءها، المتفوقين بدراستهم كما وصفتهم وكان الذكاء واضحاً على هؤلاء الاطفال من خلال حديثي اليهم، إنها وكما تقول "اخشى الناس، واحاديثهم كوني امرأة وحيدة، لهذا احاول أن اتكتم على حياتي، واحفظها." مشيرة "انا احتاج للتخلص من مصاريف الاجار الزائدة حيث لدي قطعة ارض صغيرة في هذه العشوائيات، واريد ان ابني عليها سكناً بسيطاً إلا اني لم اجد من يعينني على ذلك."