تقارير وتحقيقات

“مدرسة التحرير”.. شاهدٌ ثقافيٌّ على سلميَّة التظاهرات

بادرت مجموعة من الشباب المتطوعين من مختلف المحافظات بتحويل محل تجاري في أسفل نفق التحرير ببغداد الى صف دراسي أطلق عليه اسم "مدرسة التحرير" وذلك عقب الاحتجاجات التي استمرت ثلاثة أشهر وانضمام العديد من الطلبة الى ساحات الاعتصام وإضرابهم عن الذهاب الى المدارس.

المبادرة التي أشرف عليها أساتذة وجامعيون حظيت بترحيب المتظاهرين كونها تؤكد على "أنهم متمسكون بحقهم في التعليم ومواصلة مشوارهم الدراسي، فضلا عن استقطاب شريحة كبار السن وإدخالهم دورات محو الأميَّة، بحسب داود فاهم أحد المتظاهرين".

واضاف "العلم هو سلاح قوي يتسلق عليه أجيال المستقبل لبناء وطنهم من هذا المنطلق تجمعنا لتحقيق هدفين الأول عدم جعل التظاهرات تخرج عن مسارها الصحيح والثاني إبراز سلميتنا بطريقة تثبت للعالم أننا شباب متعلمون نطالب بحقوقنا المشروعة دون تخريب أو دمار".

يتواجد المحاضرون في ساحة التحرير لتأدية واجبهم الوطني قبل الوظيفي وليسهموا في مساعدتهم لإكمال المنهج الدراسي، لا سيما طلبة السادس الإعدادي الذين لم تسعفهم الظروف لدخول الدروس الخصوصيَّة".

قال مدرس اللغة العربية محمد البغدادي :"هناك استجابة كبيرة من قبل الطلاب المتواجدين في ساحات التظاهر حتى صار حضورهم مستمراً من خلال جدول دراسي ومنهج ثابت، معتمدين على إمكاناتنا الذاتيَّة وبوسائل بسيطة".

نهاد عامر (أحد المستفيدين من هذه المدرسة) أبدى إعجابه بالفكرة، لا سيما أنها تقدم من قبل مدرسين أكفاء، مبيناً انه "وجد ضالته في هذا الصف الدراسي الذي استطاع أن يقرب بين الطالب والمدرس ويفتح آفاقاً كبيرة من التعاون للوصول الى الهدف المرغوب".

أما القائمون على الفكرة فلم يستهدفوا طلبة المدارس فحسب، إنما شملوا جميع فئات المجتمع ومنهم كبار السن لإدخالهم محو الأميَّة والبدء معهم من أبجديات الحروف، إذ عدوا تلك الشريحة ذاكرة الماضي الذي لا بدَّ من النظر إليه لجعل المستقبل أفضل.

رشا عباس / الصباح

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى