لماذا تراجعت جودة التعليم في العراق؟
ذكر تقرير صحفي كيف بدأ التعليم في العراق وتدرج الى ان خرج من تصنيف اليونسكو لجودة التعليم والاسباب التي ادت الى ذلك.
فبعد انتهاء ثورة العشرين وطرد الاحتلال البريطاني من العراق، اتجهت البلاد نحو النهضة العلمية من خلال الاهتمام بالتعليم.
وبدأ التعليم الرسمي في العراق عام 1921، وفي عام 1960 كانت توزع الكتب مجانا للمرحلة الابتدائية وبحسم 60 بالمئة من تكلفة الكتب للفقراء في المرحلة الثانوية وبسعر التكلفة لغير الفقراء.
وفي اوائل السبعينيات من القرن الماضي اصبح التعليم مجانا لجميع المراحل والزاميا للمرحلة الابتدائية، حيث عرفت الفترة بين 1970 و1984 بالسنوات الذهبية، واصبح التعليم في العراق واحدا من افضل النظم في المنطقة حيث وصل معدل الالتحاق الاجمالي به الى 100 بالمئة ، وانخفضت الامية الى اقل من 10 بالمئة بين الفئة العمرية من 15 الى 45 عاما، كما انخفض التسرب المدرسي الى ادنى معدل بمنطقة الشرق الاوسط.
وبلغ معدل الانفاق من الناتج القومي الاجمالي على التعليم 6 بالمئة و20 بالمئة من مجموع ميزانية الحكومة العراقية، كما بلغ متوسط الانفاق الحكومي للطالب الواحد 620 دولارا.
ومع استمرار الحرب العراقية الايرانية في ثمانينيات القرن المنصرم تحولت اغلب الموارد العامة للانفاق العسكري وواجهت الفترة بين 1984 و1989 عجزا بميزانية التعليم، واصيب التعليم بانتكاسة اخرى تسببت بها حرب الخليج عقب دخول القوات العراقية للكويت.
كما شهدت الفترة بين 1990 و2003 الانتكاسة الكبرى في التعليم، حيث انخفضت حصة التعليم من الناتج القومي الاجمالي الى 3.3 بالمئة ومن الميزانية الى 8 بالمئة ، وتدنى معدل النفاق على الطالب الواحد الى 47 دولارا.
وبلغت نسبة المتخلفين عن الدراسة المرحلة الابتدائية 10 بالمئة ، كما ارتفع التسرب الدراسي فيما بعد الى 20 بالمئة.
وبعد دخول القوات الاميركية عام 2003، تعرضت الكفاءات العلمية لحملات اغتيالات شردت الكثير من الأكاديميين والطلبة داخل البلاد.
وانتشرت الجامعات والمدارس الاهلية واتسمت بعضها بالتسيب وضعف الاداء.
وبحلول عام 2014 وسيطرة "داعش" على مساحات من العراق نزح مئات الطلبة داخل العراق والى دول اخرى وهدمت مئات المدارس وخرجت مثيلاتها من الخدمة لأسباب فنية، اضافة الى وجود العديد من المدارس الطينية في عموم البلاد و3000 مدرسة بحاجة الى تأهيل، في وقت يحتاج العراق الى تشييد 4000 مدرسة جديدة كحد ادنى لسد العجز.
ووصلت الامية الى 60 بالمئة خلال العقد الاخير بقرابة 6 ملايين امي من كلا الجنسين، وبسبب هذا التدني اعتبرت اليونسكو مؤخرا العراق خارج التقييم العلمي لجودة التعليم.
م/ العالم الجديد