تقارير وتحقيقات

كيف تحوَّل الإله الأشهر في الهند إلى رمز تحريض على العنف ضدَّ الأقلية المسلمة

كان اسم الإله «رام كتحية» رمزاً دينياً خالصاً في الهند، يردد المؤمنون به دائماً شعار «جاي شري رام»، ومعناها بالهندوسية: «يحيا الإله رام»، لكن الشعار تحول تدريجياً من رمز ديني إلى شعار تحريضي يشجع على العنف ضد المسلمين في الهند

قبل شهر ضجَّت مواقع التواصل الاجتماعي، بفيديو يُظهر شاباً مسلماً وقد قيَّدته مجموعة من أنصار «رام»، بينما كان يتعرَّض لضرب مبرح، وبدأو في ترديد الشعار الأشهر «جاي شري رام»، في ولاية جاركاند شرقي الهند.

 ووفقاً لتحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC، فإنَّ الشاب الذي ظهر في الفيديو اسمه تبريز أنصاري، عمره 24 عاماً، وهو شاب مسلم.

أجبر الخاطفون أنصاري على ترديد هتافهم، لكنه وبالرغم من استسلامه بترديد شعارات هندوسية فإنهم سلَّموه للشرطة، بعد 4 أيام مات الشاب من آثار الضرب المبرح، بعدما حرمت أسرته من زيارته خلال أيام اعتقاله.

فجَّر مقتل أنصاري غضبَ روَّاد التواصل الاجتماعي، إذ لم تكن هذه هي الواقعة الأولى، ففي يونيو/حزيران 2019، هجمت مجموعة من الهندوس على شباب مسلمين في منطقة باربيتا الواقعة في ولاية آسام الشمالية الشرقية.

وأجبروهم على ترديد هتافات هندوسية، وفي الشهر ذاته شهدت مدينة مومباي حادثة مشابهة، بعدما اعتدى متطرفون على السائق فيصل عثمان خان، وهو سائق سيارة أجرة مسلم، بالضرب، وانتهجوا ضدَّه الممارسة ذاتها بالإجبار على ترديد شعارات دينية.

ولم يكن ترديد الشعارات قاصراً على مواطنين فحسب، بل تعدَّى الأمر إلى نواب برلمانيين، ففي 17 من يونيو/حزيران الماضي، تعرَّض النوابُ المسلمون للسُّباب من جانب نواب تابعين لحزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي، الذي يتزعمه رئيس الحكومة نارندرا مودي، بينما كانوا يؤدون القَسَم الدستوري.

لم تُستخدم الشعارات الدينية أو السياسية للتحريض على العنف مؤخراً، إذ بدأ الأمر مطلع ثمانينيات القرن الماضي، أثناء تشييد معبد للإله رام في بلدة أيوديا الهندية، مكان مسجد اسمه بابري، ورغم أن المسجد أثري يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، فإن مجموعة من الهندوس أصرُّوا على هدمه، وهم يردِّدون الهتاف ذاته: «تحيا الإله رام» .

ومع الوقت تحوَّلت الهتافات الدينية إلى صرخات وهتافات، هدفها تخويف الأقليات الهندية، ومن بينها الأقلية المسلمة.

 

حرس الأبقار

استمرَّت حملات العنف باسم الدين، بعدما نفّذت مجموعات أطلقت على نفسها اسم «حرس الأبقار»، مجموعةً من الاعتداءات طالت مسلمين أيضاً.

نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريراً لها، أوردت فيه المخاوف التي يلاقيها المسلمون في الهند، التي تصل لطريقة اختيار أسماء أبنائهم، إذ يبتعدون عن أي أسماء تحمل دلالات إسلامية، حتى لا يتعرّض أبناؤهم للاضطهاد، الذي قد يصل في بعض الأحيان إلى القتل.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن موجة العنف تصاعدت مع تولِّي رئيس الوزراء الحالي ناريندرا مودي السلطة، منذ نحو 5 سنوات.

 

عنف بسبب البقر

تتعدد الأسباب التي تدفع الهندوس إلى هذه الممارسات تجاه المسلمين، لكن أبرزها اتهامهم بحيازة لحوم البقر وأكله والاتجار به، وهو عمل مجرَّم في الديانة الهندوسية، التي يعبد بعضُ أهلِها البقرَ.

ويُمثِّل الهندوس الذين يقدسون الأبقار ويمنعون بيعها وأكلها نحو 80% من إجمالي سكان الهند، البالغ عددُهم أكثر من مليار و300 ألف نسمة، وفق تقديرات 2015.

بينما يعيش في الهند حوالي 154 مليون مسلم (14% من السكان)، ما يجعل الهند أكبر دولة تضم أقلية مسلمة في العالم

arabicpost

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى