المرأة والمجتمع المدني

كيف أطفأ “كورونا” شمعة أول عراقية محترفة بصفوف ناد كروي في تركيا

لم تكن الشابة العراقية ميري عمر المحترفة في صفوف نادي أنطاليا سبور التركي بكرة القدم تعرف أن خطوتها الأولى نحو بلوغ هدفها في الاحتراف الرياضي ستنهي مشوار حياتها القصيرة باصابة بفيروس كورونا .

 ميري الفتاة العشرينية العاشقة للحياة، مارست هوايتها المفضلة "كرة القدم" في المدرسة لتتفتق موهبتها الكروية من خلال أكاديمية ريال مدريد في مدينتها كركوك التي ولدت وترعرت فيها ، لتجذب من هناك أنظار الكشافين وعرّابي صفقات بيع المواهب الشابة.

لم تتردد ميري لحظة في القبول بعرض تقدم به نادي أنطاليا سبور التركي، كي ترافق مواطنتها "سهلة الجاف" بأول تجربة احتراف لفتاتين عراقيتين في نادٍ تركي، محققة بذلك حلما راودها طويلا في الارتقاء بموهبتها والاحتراف بأفضل الاندية، فودعت زملاءها وزميلاتها في أكاديمية النادي الأحب الى قلبها (ريال مدريد) والذي لم تترك مناسبة إلا وعبرت فيها عن عشقها له، ثم حطت أقدامها في تركيا لأول مرة بتاريخ 10 حزيران 2019، وهناك سرعان ما حجزت لنفسها مكانا في التشكيلة الأساسية للنادي الجديد، فخاضت معه أول مباراة رسمية بتاريخ 4 تموز 2019.

نجاحات "ميري" توالت في ناديها التركي الذي أحبته، فلم تكد تدخل مباراة رسمية إلا وسجلت هدفا أو صنعت آخر، وكانت تتملكها سعادة غامرة بعد كل مباراة، فتشارك متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي فرحتها بنشر مقاطع توثق مسيرتها الرياضية.

ومن مدينة أنطاليا التركية التي لم تكن تبخل منها بمشاعر الحنين لموطنها العراق، انطفأت بشكل مفاجئ شمعة مسيرتها القصيرة بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ليعلن حسابها (الذي استلمته شقيقتها نور وتوقف لاحقا) عن وفاتها في الخامسة من فجر يوم أمس الاثنين، تاركة غصة في نفوس أصدقائها وصديقاتها وجميع متابعيها.

يذكر أن تركيا تشهد قفزة مفاجئة في عدد الوفيات والمصابين بفيروس كورونا، فقد أعلنت وزارة الصحة أمس الاثنين عن وفاة 37 مصابا خلال 24 ساعة الأخيرة فقط، فيما لازالت أنقرة تحظر السفر منها وإليها خوفا من انتشار الوباء العالمي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى