كورونا .. ماذا بعد؟

عراقيات – رغدة صلاح
بينما بدأت كثير من دول العالم اليوم مرحلة التعايش مع كورونا عبر العودة لمقاعد الدراسة والافتتاح الجزئي للمطاعم والتدريجي لخطوط النقل الجوي، ما يزال العراق واقف في الخطوة الأولى من دون التقدم إلا للوراء! بسبب استسخاف وملل وعدم تصديق حقيقة وخطورة هذه الكارثة.
لم نسمع من قريب
تقول بثينة الراوي (51 عامًا): "انا ملتزمة تماما بكل التعليمات التي نشرتها وزارة الصحة العراقية، فضلا عن التعليمات العالمية التي نتابعها على الانترنت والتلفاز، ولكن في نفسي سؤال دائما ما اطرحه لماذا لم نسمع قريب او زميل لنا، او حتى صديق لصديق قد أصيب بالفيروس، وكنت اظن أن الامر لا يتعدى ارقام الاخبار حتى وقت قريب، ولكن بعد أيام العيد الامر أختلف ويا ليتنا بقينا على السؤال الذي كان يراودنا!".
المرض حقيقة
بعد أن فقد الحقوقي رعد العبيدي الأسبوع الماضي حياته بسبب فيروس كورونا أصيب أصدقائه وزملائه في المهنة بالحزن الشديد وقيل انه لم يكن يأخذ الحذر الكافي اثناء تنقله للعمل في المحاكم ولم يتلزم بالتعليمات الوقائية، وتوفي بعد عشرة أيام من حجره لنفسه في البيت من دون جدوى، وفي اخر رسالة بعثها لاحد اصدقائه قبل موته يقول: " ديرو بالكم.. المرض حقيقة" هذا بعد ان نقل للمشفى ولم يتحمل جسده المرض اكثر من 24 ساعه فيها.
داخل حدود المنطقة
فاطمة وزوجها شابان يسكنان في منطقة أبو دشير في بغداد، وقريب منهم تسكن عائلاتهم الكبيرة، ولم يتركا أيام العيد من دون تبادل للزيارات الاسرية، تقول فاطمة لعراقيات: "نحن متأكدين من سلامة عائلاتنا لهذا قمنا بهذه الزيارات، مع ذلك لم نتجاهل التعليمات الوقائية اثناء ذلك وكنا نتنقل داخل حدود المنطقة فقط".
وأفادت وزارة الصحة العراقية تسجيل اكبر رقم منذ بداية تفشي الفيروس وإلى الان، إذ بلغ عدد المصابين اليوم فقط 519 إصابة، وهناك مخاوف من ان يسجل العراق اكثر من ألف إصابة في اليوم ان لم يأخذ العراقيين الامر على محل الجد جميعا من دون استثناء، لنسلم، ونلحق العالم في التعايش السلمي مع هذه الحرب الفيروسية لعلنا نعود للحياة الشبه طبيعية ثانية..