كورونا جمعتني بمن احب..
عراقيات/ رغدة صلاح
منذ تخرجه من الجامعة العام 2008 ومحمد يحلم بالتعيين الحكومي، ويبحث عن وظيفة تضمن له الاستقرار المالي ليتمكن من العيش بسلام ومأمن أولا، وليتزوج ويكون اسرته الخاصة ثانيا، لا سيما انه "آخر العنقود" في عائلته، فكل اخوته الكبار متزوجين.
ولان محاولاته بالحصول على وظيفة حكومية باءت بالفشل الذريع على مدار الـ 12 عام الماضية، جرب محمد العمل بدوام كامل وجزئي في شركات أهلية عدة وايضا عمل في محال تجارية مختلفة، وبعد ان جمع رأس مال جيد كان امامه خيارين اما الزواج او فتح عمل خاص به، واختار الثاني بعد ان تقدم لخطبة حبيبته التي رفض أهلها تزوجيها له بذريعة عدم امتلاكه عمل ثابت يؤمن لهما المعيشة.
فتح محمد محل البسه متواضع في منطقة الدورة ببغداد وبعد عامين من العمل فيه، والترويج والبيع المباشر من خلال صفحات الانترنت الخاصة بمحله تمكن من ان يجمع مبلغ جيد ليتقدم مرة أخرى لخطبة الفتاة، وتمت الخطبة في كانون الثاني من العام الجاري فعلا واتفقوا على ما يلزم، وكان من المقرر ان يقام حفل زفاف متواضع في بداية شهر آذار الماضي، لكن.. توقف بأمر كورونا.
ولان الفتاة من عائلة محافظة اصر والدها على ان يتم الزواج حتى من دون حفل كونه لا يفضل ان تطول مدة الخطبة، وفعلا في بداية نيسان الجاري حضر عدد قليل من عائلة محمد واخذو العروس من بيتها ببدلة الزفاف لبيته من دون حفل وملحقاته ومن دون حتى زفة عراقية تجوب مناطق بغداد بالسيارات كما هو معتاد.
يقول محمد لمجلة عراقيات: ربما ما مكتوب يأتي وان كان متأخرا، انا سعيد لأني أخيرا تزوجت بمن احببت، ولقد وعدت زوجتي برحلة سفر جميلة خارج البلاد حالما تنتهي ازمة كورونا لنعوض الاحتفال الملغى بمناسبة زواجنا، وهي عموما غير مستاءة من ذلك ابدا.