تقارير وتحقيقات

قبلة على الايادي المتَّسخة..

سعدون محسن ضمد

لقد وهبوكم ثورة سيتحدث عنها التاريخ بفخر، وسَتُكتب عنها المطولات.

هؤلاء الفتية والفتيات الذين تصفونهم بأبشع الصفات وتصطفون لقتلهم والتشنيع عليهم، وهبوكم مجداً تتحسر عليه الأمم.. لن يكون للثورة الفرنسية أن تسرق كل المجد بعد الآن، لأن ثورة تشرين انعطفت بمفاهيم المجد والخلود والأهمية..

صدقوني ولن تفعلوا، لقد انتهى فصل الثورات في التاريخ؛ لأن فتية العراق يوشكون أن يفتحوا فصلا جديداً للحراك الجماهيري الهادر سيسمونه اسماً يليق بهم وحدهم..

هل سمعتهم بشباب يستقبلون الرصاص بصدورهم ويتساقطون وهم يهتفون (نريد وطن)؟

هل سمعتم بشباب كانت قد سرقت بلدهم أكثر العصابات، المسلحة، فساداً ووحشية فنازلوها في ساحات التحدي وليس معهم إلا أصواتهم التي تصرخ؛ (نازل آخذ حقي)..

هل رأيتم؟ بل هل سمعتم، بفتيات يسرقن البطولة من تاريخ الرجال، لا بل يصفعن هذا التاريخ الموغل بذكوريته، فيذكرنه بأن الحياة هُنَّ، وهنّ مبدأها ومنتهاها؟

انا سعيد بهم وبهنّ، ومتفائل لأنهم ولأنهنّ معي وحولي وأمامي.

انحني إجلالاً لأقبل اياديهنَّ وأياديهم المتَّسخة بسبب كثرة الدخانيات والرصاص الحي وأقول؛ المجد والحياة الكريمة لكم وحدكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى