فنلندا.. حكومة جديدة تقودها خمس وجوه نسائية شابة
"لم أفكر أبدا في جنسي أو عمري .. أنا أفكر فقط في الأسباب التي حملتني إلى السياسة"، هذا ما تقوله سانا مارين، أصغر رئيسة حكومة في العالم. لكن رغم تولي مارين رئاسة الحكومة الفنلندية، فإن المساواة في فنلندا ليست قضية بديهية.
تولت سانا مارين رئاسة الحكومة الفنلندية. وبتوليها هذا المنصب تحقق الاشتراكية الديمقراطية البالغة من العمر 34 عاما كذلك رقما قياسيا، إنها أصغر رئيسة وزراء في العالم. لكن هل هذا فعلا قضية مذهلة؟ في الحقيقة لا. فكل منصب سياسي من عمدة المدينة إلى رئيس الدولة في فنلندا شغلته على الأقل مرة واحدة امرأة.
وستبقى فنلندا في ظل حكم مارين تحت قيادة ائتلاف حكومي من خمسة أحزاب هي: الاشتراكيون الديمقراطيون وحزب المركز والخضر واليساريون وحزب الشعب السويدي. والجانب المثير هو أن جميع هذه الأحزاب تقودها سيدات بينهن ثلاث تحت الأربعين سنة.
فهناك مثلا كاتري كولموني البالغة من العمر 32 عاما التي انتُخبت بـ 28 عاما لشغل مقعد داخل البرلمان ومنذ سبتمبر هي رئيسة حزب المركز. وستقوم قريبا باستبدال منصب وزيرة الاقتصاد بمنصب وزيرة المالية. وهناك أيضا زعيمة حزب اليسار البالغة من العمر 32 عاما ووزيرة التعليم لي أندرسون. وماريا أوهيسالو، رئيسة الخضر ووزيرة الداخلية تتقدم عليها فقط بسنتين. وفي المجموع يمثل النساء 47 في المائة من مجموع البرلمانيين الفنلنديين. وبهذه النسبة تقع البلاد فوق المتوسط الأوروبي الذي يصل إلى 29 في المائة. وهذا ما كشفت عنه دراسة مجلس البلديات والأقاليم في أوروبا.
وأحد أسباب نسبة النساء العالية في السياسة الفنلندية هو أنه منذ أكثر من مائة عام يحق للنساء في فنلندا الانتخاب. مينا سيلانبا، التي كانت عاملة مصنع السيدة الأولى التي تولت في 1929 منصبا وزاريا. وللمقارنة تم في ألمانيا بعد 30 عاما انتخاب اليزابيت شفارتسهاوبت أول وزيرة اتحادية.
وإلى جانب حق الانتخاب النسوي المبكر(منذ 113 عاما) تطرح تيرهي هاينيلا وجهة نظر أخرى لتفسير تولي هذا العدد الكبير من السياسيات الشابات مناصب مهمة في البلاد. "عندما كان هؤلاء النساء أطفالا، حصلت فنلندا مع تاريا هالونين على أول رئيسة نسوية، والبنات الشابات رأين أنه بإمكان النساء أن يكن سياسيات ناجحات". والكثير من الفنلنديين فخورين بقيادتهم النسوية الشابة.