تقارير وتحقيقات

عراقيون يستخدمون الحرمل والبخور لمواجهة فايروس كورونا

رائحة ودخان الحرمل والبخور تغطي منزل الحاجة ام علي وهي توقد مبخرتها الصغيرة وتضع عليها خلطة من اوراق وبذور مختلفة لتتصاعد اعمدة الدخان تدريجيا، فهي تواصل تبخير المنزل ثلاث مرات يوميا لمواجهة فايروس الكورونا الذي اصبح خطره على الابواب بعدما سجل وفيات واصابات في دول مجاورة.

ام علي لها ثلاث بنات وولد واحد تخاف كثيرا عليهم عند الخروج الى الشارع فالجميع يحرص على ارتداء الكمامات كأجراء احترازي عند الاختلاط مع الاخرين وقد وفرت منها الكثير للاستخدام اليومي كما تقول.

فايروس كورونا الذي بدا الاعلان عن حضوره كزائر مخيف من غير موعد مسبق في دول مجاورة مثل ايران ولبنان والاردن والامارات والسعودية دعا الجميع الى اخذ الحيطة والحذر رسميا وشعبيا من خلال التوعية واخذ الاحتياطات اللازمة.

محمد جاسم شاب في مقتبل العمر يرتدي كمامة بيضاء يصفها بالرفيق الدائم هذه الايام وهو يشارك في التظاهرات الاحتجاجية حيث التجمعات الكبيرة في حين ترك منزله يغط بدخان الحرمل بعدما اوقدت والدته منقلة صغيرة تستمر حتى الليل .

لا يخلو الامر من روح الفكاهة وسط منزل علياء حسين الموظفة في احدى الدوائر الحكومية حيث تقول بعدما كنت اشعل الحرمل والبخور في اجواء روحانية لطرد الارواح الشريرة واحمي زوجي من الحسد ومن النساء اصبحت اشعله من اجل كورونا لحماية ارواحنا من الخطر.

سناء محمد طالبة جامعية تصف وضع بيتها خلال مواجهة فايروس كورونا بمدخنة معمل الطابوق التي لا تتوقف عن بث الدخان حيث تصل رائحة الحرمل المشتعل الى اخر منزل من الشارع.

رب ضارة نافعة هكذا يقول العطار مصطفى ناصر وهو سعيد بتسويق بضاعته المتكدسة من بذور الحرمل واعواد البخور حيث الاقبال المتزايد من قبل الاهالي بعدما كان الاقبال ضعيفا ويقتصر على عدد من النساء بينما اصبح اليوم زبائنه من جميع الشرائح.

اللجوء الى الحرمل والبخور كان بسبب الترويج له على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي لعدم وجود العلاج المناسب لمواجهة فايروس الكورونا بالإضافة الى اعتماد الارشادات والنصائح الطبية التي تعمل عليها دوائر الصحة.

صيدليات مدينة الناصرية تشهد هي الاخرى اقبال على اقتناء الكمامات الوقائية بمختلف انواعها حيث يقول صاحب احدى الصيدليات صلاح كاظم انها بدأت تنفذ حتى من المذاخر وتسجل تصاعدا في الاسعار بالنسبة للنوعيات الحديثة وذات المنشأ العالمي.

مدينة الناصرية لم تسجل اية اصابة بفايروس كورونا بحسب بيانات دائرة الصحة وادارة المحافظة والتي وجهت بعدم السماح بدخول المسافرين الايرانيين وكذلك العراقيين العائدين من دون شهادة صحية تمنح لهم عند المنافذ الحدودية والمطارات.

ردهة خاصة استحدثتها دائرة الصحة في مستشفى الحبوبي العام كما يقول مدير عام الدائرة عبد الحسين الجابري لمواجهة خطر فايروس كورونا والتعامل مع الحالات الطارئة او المشتبه بها كأجراء احترازي مع توفير جميع الامكانيات والملاكات الطبية .

وهكذا تبقى مواجهة فايروس الكورونا بين الجدية والفكاهة في ظل ما يعيشه المواطن من مفارقات عديدة على صعيد الحياة وفي قطاعات مختلفة .

المنصة – علي الناصري

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى