عدوية الفلكي ووثبة كانون 1948

عراقيات/ رغدة صلاح
قبل 72 عاما كانت هناك شابة عراقية تدعى عدوية الفلكي (15 عاما)، تقدمت أعتى وأشهر إنتفاضة في تاريخ العراق السياسي على الإطلاق والتي عرفت بعد ذلك بـ (وثبة كانون) ضد ابرام معاهدة بورتسموث بين المملكة العراقية والبريطانية، والتي تضمن للأخيرة امتيازات تمكنها من السيطرة على العراق على نحو كبير.
كانت هذه الإنتفاضة الخالدة قد تجمعت من مختلف أنحاء الرصافة في الساحة التي تعرف اليوم بساحة "الرصافي" قاصدة عبور الجسر، فيما كانت قوات الشرطة بجانب الكرخ قد نصبت أسلحتها الرشاشة فوق سطوح الجامع والمباني المطلة على الساحة (حاليا ساحة الشهداء) تنتظر وصولها، وعندما إجتازت المظاهرة منتصف الجسر إنهمر عليها رصاص الأسلحة الكثيف من ثلاثة جوانب، تساقط المتظاهرون ضحايا وجرحى (400 ضحية ومئات الجرحى حسب بيانات الشرطة).
كانت "عدوية" في مقدمة المظاهرة ترفع مع زميل لها أحدى اللافتات، وعندما أردى الرصاص زميلها، لم تثبط عزيمتها ولم تتراجع بل أصرت على المضي قدما وان كلفها الأمر حياتها، وتقدمت بعد حتى موت زملائها كافة متجاهلة نيران الأسلحة المدوية لتعبر ذلك الجسر لوحدها، (الجسر والساحة اللذان حملا فيما بعد أسم الشهداء)…
كَتب عن عدوية العديد من المؤرخين العراقيين منذ عام 1948، وما اشبه اليوم بالأمس ..اذ نجد احفاد عدوية، ما زلن يقدمن حياتهن من أجل العراق وبمختلف المشاهد وحتى على الجسر نفسه؛ لان حب العراق وقدسيته متجذر في نسائه منذ الأزل.