رسامٌ فطري لا يجيد القراءة والكتابة تبدع فرشاته فناً
في حي يدعى "حي سعيد"وسط مدينة الحي التابعة لمحافظة واسط (180 كلم) جنوبي بغداد يعيش كريم ناصر الغريباوي الرجل الخمسيني، وهو رسام فطري لم يدرس الفن يوماً بل لا يجيد القراءة والكتابة حتى.
يتميز كريم بخيال خصب وإحساس متدفق بالإبداع، لم يتلق منذ نشأته دروساً في الرسم والألوان، لكنه تعلم فنون الرسم فطرياً، وأتقن موهبته بشكل كبير بعدما حرص على تعلم بعض مهارات الرسم فطرياً ويتابع بعضها الآخر اليوم عبر اليوتيوب وباقي المواقع.
ساعتان أو أكثر أعتاد أن يقضيهما الرسام الفطري صاحب اللحية البيضاء جالساً قبالة نهر الغراف الذي يحيط بمدينة الحي التي يسكن فيها، مستمتعاً بالمناظر الطبيعية هناك ويتحاور مع ذاته في اللوحة المقبلة التي ستخطها ريشته.
الرسام البسيط الذي يرتدي الكوفية والعقال في مشهد قد يكون مألوفاً بين القرويين لكن غريب وغير مألوف بين الفنانين، يرفض ممارسة هواية الرسم مالم يرتدي كوفيته وعقاله، يرى في الفن التشكيلي “مهرباً رحباً من فوضى الحياة ، وفرصة للتعبير عن هواجسها المختلفة”.
من يدخل الى بيت الغريباوي يندهش من كثرة اللوحات الفنية التي عكف على رسمها، وهناك لوحات تنوعت موضوعاتها بين الواقع والكلاسيكي ورسم الشخصيات الشهيرة، إذ طور الرجل موهبته بدعم من عائلته والمحيطين به ولديه طموح كبير في الاستمرار لتحقيق ما يحلم به في مجال الفن التشكيلي لاسيما وانه سبق وشارك في معارض تشكيلية عدة.
نظم الغريباوي على الصعيد الشخصي أربعة معارض محلية وشارك في معارض أخرى كما تلقى العديد من الدعوات الرسمية الدولية، لكن عدم تمكنه من توفير تكلفة تذكرة الطائرة منعه من حضور العديد من الأنشطة الفنية خارج البلاد.
محمد الزيدي/ المنصة