د. جمانة القروي: “الاهتمام بالتعليم يدعم المرأة”

عراقيات – رغدة صلاح

بدأت جمانة القروي حياتها كصحفية وعملت لأعوام طوال في المؤسسات السويدية، وقبلها في الصحافة السلوفاكية اثناء دراستها الجامعية للإعلام هناك، كونها رحلت من العراق حال انتهاءها من الدراسة الثانوية لأسباب تتعلق بانتمائها السياسي، وبمواقفها المناهضة للحكم آنذاك، ومن ثم أصبحت أستاذة جامعية دَرست الإعلام سنوات عديدة. اتجهت بعد ذلك لما احبته منذ الطفولة وهو الادب العربي الذي عكسته على شكل منتجات فكرية في صورة قصص قصيرة.

بوجه مبتسم تقول د. جمانة لمجلة عراقيات: الخجل من ان اطرح كتاباتي جعلني انشرها في وقت متأخر، على الرغم من كوني قارئة نهمة منذ الطفولة، فقد ولدت لأسرة تهتم بالقراءة وكان لوالدي مكتبة كبيرة.

وتكمل: خطوتي الأولى في أن اصبح كاتبة كانت بتشجيع من القاص والروائي العراقي إبراهيم احمد، الذي قرأ احدى قصصي واعجب بها واعطاني ما يلزم من الملاحظات المهنية التي قومت القصص وانضجتها ادبيًا.

وتضيف: اميل لقراءة الادب العالمي والأدب الاسباني على وجه الخصوص، وانا انتقيه تبعًا للمترجم، فأن كان معروف بمهنتيه، فذلك يضمن لي المحافظة على روح الروايات بنسبة 90 بالمئة، كما احترم للأدب الاسباني ترجمة صالح علماني، وللأدب الروسي ترجمة غائب طعمة فرمان أو سامي الدروبي، أما الإنكليزي فأسامة منزلجي، وانتقي من الكُتاب العرقيين محسن الرملي، ونجم والي، وزهير الجزائري، وإبراهيم احمد، والروائي شاكر الانباري.

تتبنى د. جمانة في كتاباتها الدفاع عن المرأة بالدرجة الأولى كونها تعاني الظلم المثقل في مجتمعاتنا العربية، وتقول: عندما يكون التعليم في العراق حقيقي، وبمستوى راقي، وعلى أسس صحيحة، سيتحصن المجتمع ثقافيًا، واجتماعيًا، وبالتالي يهيئ الأرضية للنهوض الاقتصادي الذي سيدعم بدوره المرأة من النواحي كافة، ويتخلص المجتمع بذلك تدريجيًا من النظرة الدونية لها. كما اضافت ان لفصل الدين عن الدولة اثره الإيجابي الذي سينعكس على المجتمع ككل.

صدر للكاتبة هذا العام مجموعة قصص قصيرة بعنوان "طرق وعرة"، كما كان لها إصدارات قصصية سابقة في العام 2014 بعنوان "الزنابق البيضاء" واستذكرت: "قصة الزنابق البيضاء بالذات لها بصمة خاصة في ذاكرتي، فقد تضمنت الموت بكل اجواءه وتفاصيله، وحالما انهيتها، توفيت والدتي وعشت كل ما كتبته بالحرف الواحد". ولها ايضًا كتاب "أقمار عراقية في سماء المنافي" يتضمن مسيرتها المهنية في مقابلة مبدعي العراق بمجالاتهم المختلفة المنتشرين في بقاع العالم. وتعكف الان على اصدار روايتها الأولى التي تجمع فيها بين الرومانسية وتاريخ العراق وحبه.

للمرأة.. تقول القروي: آمني بنفسك ِ، وثقي بها، واقتلي الخوف حتى لا يقتل ابداعكِ، ويُضيع موهبتكِ، كوني امرأة قوية، ولا تتهاوني في الدفاع عن حقوقكِ المشروعة فتنجحي وتتركي بصمة واضحة في المجتمع.