تقارير وتحقيقات

خبير سابق في الصليب الأحمر: العراق يعتمد على ’مجازفة كبرى’ في التعامل مع كورونا

حذر الخبير العراقي السابق في الاتحاد الدولي للصليب الاحمر فلاح الساعدي، من استمرار اعتماد الحكومة العراقية على "مناعة القطيع" في مواجهة فيروس كورونا، فيما اعتبر هذه الخطوة بأنها تُعد "مجازفة كبرى".  

وقال الساعدي خلال مقابلة صحفية  إنه "عندما قررت اللجنة العليا للصحة إعادة الحياة في العراق الى طبيعتها في خضم تزايد أعداد الإصابات وذلك بافتتاح المولات والمطاعم والمقاهي والنوادي والمسابح والمساجد ومعاهد التدريس الأهلية وعدم الاكثراث الى التجمعات، فمعنى ذلك انتهاج اسلوب مناعة القطيع".  

وأضاف "بعد أن عجزت الدولة بالسيطرة على التزام المواطنين بتعليمات (التعايش) مع الوباء والتقيد باجراءات الوقاية الشخصية، ها هي قد لجأت أخيراً الى اسلوب مناعة القطيع لقطع سلسلة انتشار الوباء".  

وأشار الساعدي إلى أن "أسلوب مناعة القطيع سيمنح نسبة كبيرة من السكان قد تصل (تقريباً 70 بالمئة) على الحصانة ضد عدوى مرض معين بطريقتين وهما، الأول: عن طريق اللقاح، والثانية: عن طريق الإصابة بالعدوى، وبالتالي تنقطع سلسلة العدوى وينتهي الوباء".  

وتابع "أما في كورونا فإن المشكلة تكمن في عدم وجود اللقاح حتى الآن ولهذا فمن غير الممكن الوصول الى حصانة الفرد إلا بالطريقة الثانية وهي السماح بانتشار العدوى بين الناس حتى تصيب 70 بالمئة ؜ من السكان للوصول الى مناعة القطيع".  

وأكد الساعدي "إذا كانت نسبة الـ70 بالمئة ؜ من السكان في العراق تمثل 25 مليون نسمة، أي أن 25 مليون مواطن سيصاب بفيروس كورونا في الفترة القادمة، وإذا كانت نسبة الوفيات بين 1-2 بالمئة ، فهذا يعني أن عدد الوفيات سيكون بين ربع مليون – نصف مليون حالة وفاة على مدى عام أو أكثر، ولا أظن أن اللقاح سيكون متاحاً خلال هذه الفترة".  

وبين أن "مناعة القطيع قد تحققت سابقا في امراض مثل الحصبة والجدري اعتمادا على التطعيم باستعمال لقاحات آمنة وفعالة ضد العدوى، وهذا بالطبع غير ممكن بالنسبة الى مرض كوفيد ـ 19".  

وكشف الساعدي عن مشكلة أخرى بالقول إن "هناك مشكلة قد تواجه تطبيق مناعة القطيع وهي عدم التأكد من حصول المتعافي من الإصابة على الحصانة ومن الممكن إصابته مرة أخرى وبالتالي لا وجود لضمانات علمية للوصول الى مناعة القطيع".  

ودعا الساعدي اللجنة العليا للصحة والسلامة الى "التراجع عن قراراتها فوراً واللجوء الى إجراءات الغرض منها كسب الوقت لحين الوصول الى لقاح أو تطوير العلاجات، وهذه الإجراءات يستطيع خبراء الصحة اتخاذها لو ترك لهم المجال والحرية".  

  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى