المرأة والمجتمع المدني

حكاياتٌ نسوية من ساحات الاعتصام

عراقيات/ زينب المشاط

في ساحات الاعتصام قصص وحكايات، لابد للاعلام ان يسجلها ليطلع عليها الجميع، من هذه الحكايات هي تلك التي كانت المرأة العراقية بطلتها بامتياز، بعد أن كان حضورها جُزئياَ في تظاهراتٍ سابقة، نجدها اليوم تُساند الرجال وتتسيد المواقف من خلال ما تقدمه، حكاياتٌ نسوية من التحرير يروينها النساء لـ "عراقيات " ، تذكر رؤوى محمد مواطنة لم تسمح لها الفرصة المشاركة الفعلية داخل ساحة التحرير أن " كل ما استطعت تقديمه انا وعائلتي هو توفير الدعم اللوجستي لمتظاهري اكتوبر، ونقلها الى ساحة التحرير من خلال الشباب المتواجدين هناك." تُشير رؤى "إلى ان فكرة الدعم اللوجستي انطلقت منذ اليوم الثاني للتظاهرات، بعد أن وجدنا خطابات موجهة من قبل الشباب المتظاهر بحاجتهم الى اغطية ومفارش للمبيت في التحرير، فضلاً عن حاجتهم للطعام، ولأني اعلم جيداً ان عائلتي لن تسمح لي بالوصول الى التحرير اقترحت أن نقوم بتقديم الاطعمة للشباب ونقل الاغطية والمفارش لهم هناك، ووجدت استعداد وحماس من قبل فتيات الاسرة واقاربي، لهذا اجتمعنا وصرنا نجهز الاطعمة بشكل يومي ليتم نقلها هناك."

اسراء جبار ومجموعتها هنّ الاخريات قررن ان يقدمن العون ولكن بشكل مختلف تماماً، اسراء التي تقف كل يوم وزميلاتها في ساحة النسور، ذلك انها لاتستطيع الوصول الى ساحة التحرير، تتحدث لـ عراقيات عمّا قُمن به من دعم للمتظاهرين قائلة " نجمع الاموال بشكل مستمر من خلال اطلاقنا حملات للتبرع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولأننا علمنا أن سائقي التُكتُك يرفضون اخذ مبالغ مالية ويفضلون أن يوفر لهم الوقود الذي يحتاجه التُكتُك للعمل فررنا أن نجمع الاموال من اجل دعم اصحاب التُكتُك بالوقود ونقلها الى ساحة التحرير."

بينما قامت ميادة القيسي بجمع تبرعات اخرى لتوفير اقنعة واقية من الغازات المسيلة للدموع،وخوذ عسكرية تقي الشباب من القنابل المسلة التي باتت تطلق بشكل مباشر عليهم وتتسبب بقتلهم، وتذكر القيسي " بعد أن اطلقنا هاشتاك #ادعموا_ثوار_اكتوبر_لحمايتهم، وجدنا تفاعل كبير معنا وصار العديد من الاشخاص الذين لا نعرفهم بشكل شخصي يتواصلون معنا لتوفير المبالغ المالية، فضلا عن ذلك قُمنا بشراء ادوات الاسعاف الاولي، ونقلها الى خيمة الطبابة في ساحة التحرير."

وفي خيمة الطبابة في ساحة التحرير هنالك حكاياتٌ مختلفة لمجموعة من الطبيبات والصيدلانيات اللاتي يقُمن باسعاف اي متظاهر يتعرض للجروح او الاختناقات، تقول هديل سهيل وهي طبيبة تتواجد في خيم الاسعاف في التحرير " لم اكُن اتصور أن وجودنا سيكون بهذه الاهمية، نحن اليوم لا نفعل شيء سوى اننا نقف على اهبة الاستعداد لاسعاف اي مصاب، وفي الواقع انا سعيدة كون الدعم يصلنا من جهات مختلفة من المواطنين وانا اجد ان الفرد العراقي اثبت انه يد واحدة مع اخيه بغض النظر عن اختلافهم وان انتمائهم اوحد للوطن فقط."

لم تتوقف الحكايات عند هؤلاء الفتيات، للاعلاميات  والناشطات والمدونات العراقيات دور كبير في نقل الحدث تذكر أ.س. مدونة وناشطة ترفض الكشف عن اسمها بسبب الاستهداف الذي يتعرض له المدونين من قبل بعض الجهات " اننا نحرص على نقل كل ما يحصل صورة وصوت وكذلك كتقارير وقصص الى العالم الخارجي ونحن نتواصل مع مؤسسات اعلامية دولية لتنقل الوقائع كما هي ودون تزييف ولكننا نقوم بذلك سراً خشية من تعرضنا للاعتقال ضمن حملات الاعتقالات التي تقوم بها الحكومة العراقية مؤخراً."

سيداتٌ مُسنات يلعبن دوراً كبيراً في التظاهرات العراقية، فلم تكُن ام مُحمد التي فقدت اربعٌ من شُهداء زوجها واولاد ثلاث لتتوقف عن دهم هذه التظاهرة بنقل قناني "الببسي" التي يستخدمها الشباب للتقليل من تأثير الغاز المسيل للدموع، الحكاياتُ النسوية في التحرير كثيرة ومستمرة، وبعضها مُبتكرة ومتجددة، وهي تتزايد مع تزايد عدد ايام الاعتصام والاحتجاج المدني هناك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى