جويل سعادة .. تقسم العراقيين
انقسم العراقيون حول جويل سعادة، التي عزفت على الكمان النشيد الوطني العراقي في ملعب لكرة القدم في كربلاء، فأثارت سجالاً لا يتوقف على خلفية لباسها الذي اعتبر "هتكاً لقدسية المدينة".
وتعتبر كربلاء واحدة من أكثر المدن الشيعية قدسية في العالم، لكونها شهدت واقعة كربلاء، وتضم ضريح ومقام الامام الحسين بن علي، الامام الثالث للشيعة، الذي قضى و72 من أبنائه وآل بيته وأصحابه في واقعة كربلاء.
ولمحافظة كربلاء قانون خاص بها، يسمى "قانون قدسية كربلاء"، ويهدف لمنع "التجاوز على قدسية المحافظة، والحفاظ على طابعها الديني" و"يجرّم" أية أجواء احتفالية أو الاستماع للأغاني في الأماكن العامة، كما يحظر دخول النساء غير المحجبات إلى المدينة. ولكن العازفة اللبنانية شاركت في العرض الافتتاحي لبطولة غرب آسيا لكرة القدم بناء على دعوة رسمية من السلطات العراقية إذ طلب وزير الشباب والرياضة العراقي من مؤسسة لبنانية متخصصة في مثل هذه المناسبات تنظيم العرض الموسيقي الافتتاحي.
وأطلت جويل مساء الثلاثاء الماضي أمام عشرات آلاف المشجعين على أرض ملعب كربلاء الأولمبي، بشعرها المنسدل وذراعيها المكشوفتين، ترافقها ثلاث راقصات لبسن أثواباً طويلة. ومذذاك، تحولت وسائل التواصل الاجتماعي جبهات مفتوحة بين منتقدين لها ومن خلفها للمنظمين، ومؤيدين لها.
وجويل عضو سابق في فرقة الفنانة إليسا وهي تحيي منذ سنة ونصف سنة حفلات منفردة. درست الكمان في الكونسرفاتوار الوطني اللبناني لمدة عشر سنوات وتتقن عزف أغان قديمة باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية.
وعلى تويتر، كتبت مغردة أنها تشعر بالخجل من الإمام الحسين مما حصل في الملعب"، فيما قالت أخرى: "اعزفي، قد أًصابنا ملل من صوت منابرهم الكاذبة". ورأى مغرد ثالث أن "أوتاركِ هَـزَّت قَداسَتَهُم} فـِي بَلَدي يُحَرِّمون الموسيقى ويُحِلّون العُـهر الفِكري لـَو أنـَّهـا وَهَـبَت نَفسَـها لَإٍستنكحوها وَفـي نَفسِ المَـكان الذي عَـزَفَتْ فيهِ . إِضرِبـي أكثر كي تَهتَز ضَمائِرهم".
ووصل السجال إلى فرنسا، إذ غرد النائب عن منصقة بوش دي رون إربك ديار: "جويل سعادة الشجاعة بشعرها الفضفاض تعزف النشيد العراقي وتتحدى غضب الإسلاميين".
هذا على وسائل التواصل الاجتماعي، أما في الأوساط السياسية والدينية فكانت الردود أكثر حدة.
ودعا مسؤولون محليون وقيادات دينية وسياسية إلى محاسبة القائمين على الحفلة باعتبارها تتعارض وقدسية المدينة.
وعلق ديوان الوقف الشيعي، الخميس، على الحفلة واعتبرها "فعلاً شنيعاً يتجاوز الحدود الشرعية ويتعدى الضوابط الأخلاقية". وأعلن أنه أقام دعوى ضد الاتحاد العراقي لكرة القدم.
وأصدر أمين عام حزب الدعوة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الخميس، بياناً استنكر فيه الحادثة، ودعا لفتح تحقيق عاجل فيها. وقال: "ما رافق الافتتاح من حفل موسيقي راقص يعد تجاوزاً على حرمة المدينة وهتكاً لقدسية مدينة الإمام الحسين". وطالب الحكومة بفتح "تحقيق عاجل لمحاسبة المقصرين ومن يقف خلف هذا التجاوز الفاضح على حرمة المدينة المقدسة، سواء كانت الحكومة المحلية أو وزارة الشباب والرياضة أو الاتحاد العراقي لكرة القدم".
وأصدر محافظ كربلاء ناصيف الخطابي بياناً ندد فيه بـ "الخطأ" الذي حصل.
وبالتزامن مع الحملة ضدها، وجهت سعادة على حسابها في انستاغرام “الشكر الكبير "للعراق الحبيب وشعب العراق المضياف الذي "غمرني بحفاوته ولطفه، واستضافني على أرضه، وزارني بكل محبة ورحابة صدر".
ومنذ حرب الخليج، حظر الاتحاد الدولي لكرة القدم على العراق تنظيم مباريات دولية على أرضه، قبل أن يرفع الحظر قبل سنة. وتستضيف كربلاء مع إربيل حالياً مباريات كأس غرب آسيا.
وتضم هذه المباريات فرقاً من فلسطين واليمن ولبنان وسوريا والسعودية والأردن والبحرين والكويت.
م/ النهار اللبنانية