تقارير وتحقيقات

” جاهزون وأكثر” .. جمانة حداد

كلّما تكلّم أحدنا، منذ بدء ثورتنا المحقة الى اليوم، عن ضرورة إلغاء الطائفية السياسية أو اعتماد قانون مدني للأحوال الشخصية، كمطلب من مطالب الثوار، بغية تعزيز مفهوم المواطنة الذي معسته الانتماءات الطائفية واستثمارها من جانب الزعماء، هناك دائماً مَن يسارع للتعليق بأن "الوقت ليس مناسباً الآن لهذا الموضوع" أو بأن "اللبنانيين ليسوا جاهزين بعد لهذه الخطوة".

في رأيي أن هذا ليس صحيحاً البتة. الآن هو تحديداً الوقت المناسب، واللبنانيون، عدد كبير منهم في الأقل، أكثر من جاهزين.

كفى. نحتاج حلاً حاسماً للطائفية المقيتة والخبيثة التي تفرزنا كحبوب العدس، وتقسّمنا وتجعلنا نخاف أو نكره بعضنا بعضا

نحتاج حلاً حاسماً للتمييز على أساس الدين في الوظائف والمناصب العامة والخاصة، والقضاء على صيغة ٦ و٦ مكرّر ومنطق المحاصصة. نحتاج حلاً حاسماً لعدم احترام حقوقنا المدنية والعنف والظلم الممارسين على المرأة وإقصاء هذه من الحياة السياسية. وهذه الثورة هي المدخل الى الحلّ

يقول البعض إن المهمة صعبة. طبعاً هي صعبة ! لكنها ضرورية، لا بل حيوية. وهي ليست مستحيلة، شرط أن نقرّر أن نصير مواطنين، أي أن نتخلّى عن عصبياتنا الطائفية الضيقة التي شرّبونا بالملعقة أنها تحمينا، وهي في الواقع تذبحنا. وأن نستخدم عقولنا بدلا من غرائزنا

لقد حان لنا أن نعي أن هذه الدولة المدنية العلمانية، التي يشيطنها من لا مصلحة لهم في استتبابها، وهم كثر من رجال السياسة الى رجال الدين من نوع أصحاب الدكاكين – هي خلاصنا الوحيد. وإلا فالج لا تعالج. سنعود الى الخانة صفر.

أيها اللبنانيات واللبنانيون، صدقاً، ألم تشبعوا من كل هذا القرف؟ 

 

* جمانة حداد/ كاتبة وصحفية لبنانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى