تقارير وتحقيقات

تقرير منظمات المجتمع المدني بشأن الاوضاع في العراق

یجب على السلطات أن توقف على الفور استخدام القوة الممیتة ضد المتظاھرین وأن تكف عن استھداف الناشطین والصحفیین ووسائل الإعلام

 

 نحن ، منظمات حقوق الإنسان الموقعة أدناه ، ندعو الحكومة العراقیة إلى الكف فوراً عن استخدام القوة الممیتة والمفرطة ضد المحتجین. في الوقت الذي تستمر فیھ التظاھرات السلمیة بجمیع مناطق العراق الوسطى والجنوبیة، قامت القوات الأمنیة وعلى وجھ الخصوص قوة مكافحة الشغب في الایام القلیلة الماضیة بإستخدام الرصاص الحي بكثافة من أجل تفریق المتظاھرین السلمیین في العاصمة بغداد، ومدن البصرة، الناصریة، والنجف. كما یتم استھداف الناشطین والصحفیین بالاختطاف والاعتقال التعسفي والقتل من أجل إجبارھم على عدم المشاركة في ھذه التظاھرات أو تغطیتھا. ومن أجل فرض سیطرتھا على وسائل الإعلام، أمرت ھیئة الإعلام و الاتصالات بإغلاق العدید من القنوات التلفزیونیة ومحطات الرادیو، وحذرت القنوات الأخرى بتوخي الحذر في تقاریرھا.

 

استخدام القوة الممیتة

تستمر القوات الأمنیة في استخدام الرصاص الحي في مختلف مدن البلاد وعلى وجھ الخصوص في العاصمة بغداد، ومدن البصرة، الناصریة، والنجف حیث سقط عدد كبیر من الضحایا بین قتیٍل وجریح في صفوف المتظاھرین السلمیین في تلكم المدن. لقد أكدت مصادر محلیة موثوقة استخدام الاسلحة المضادة للطائرات ضد المتظاھرین في محافظة البصرة.

لقد ذكرت التقاریر أن الجیش العراقي قام بتاریخ 28 نوفمبر/تشرین الثاني 2019 بنشر دبابات ومدرعات في مركز مدینة النجف، وكذلك قامت القوات الأمنیة بتعزیز تواجدھا قرب ساحات التظاھر مستخدمةً الذخیرة الحیة وقنابل الغاز المسیل للدموع بكثافة من أجل تفریق المتظاھرین لیتم قتل 12 متظاھراً وإصابة 70 آخرین، حیث انطلقت التظاھرات من جدید بالرغم من قرار حظرالتجول الذي فرضته السلطات بتاریخ 27 نوفمبر/تشرین الثاني.

وفي العاصمة بغداد وبتاریخ 27 نوفمبر/تشرین الثاني 2019 استخدمت القوات الأمنیة الرصاص الحي والقنابل المسیلة للدموع في ھجومھا على المتظاھرین في جسر الأحرار بمركز المدینة مما أدى إلى قتل 2 منھم وإصابة مالایقل عن 25 آخرین بجروحٍ مختلفة.

تستمر الحكومة المحلیة في محافظة البصرة باستخدام الرصاص الحي والاعتقالات التعسفیة ضد المتظاھرین في مختلف مناطق ھذه المحافظة. وتستمر التظاھرات عند حقل مجنون النفطي، و میناء أم قصر، وبقیة مناطق المحافظة التي اسفرت عن سقوط 5 قتلى و إصابة أكثر من 100 من المتظاھرین السلمیین المطالبین مثل اقرانھم في المدن الأخرى بإستقالة الحكومة وإنھاء الفساد وتحقیق العدالة الاجتماعیة واحترام الحریات العامة.

وشھدت مدینة الناصریة )الصورة أعلاه( لیلة دامیة في 28 نوفمبر/تشرین الثاني 2019 حیث تم قتل 33 من المتظاھرین السلمیین وإصابة نحو 125 آخرین بعد ان قامت القوات الأمنیة باستخدام الرصاص الحي من أجل تفریق المظاھرات في ساحة الحبوبي بمركز المدینة والمناطق المحیطة بھا. وجاء ذلك بعد یوم ٍ واحد من تشكیل الحكومة العراقیة لخلیة أزمة بقیادة الفریق جمیل الشمري الذي سرعان ما قامت بإقالتھ بعد القمع الشدید الذي قامت بھ القوات التي بآمرتھ ضد المتظاھرین في مركز المدینة.

 

استھداف ناشطي المجتمع المدني

بتاریخ 01 نوفمبر/تشرین الثاني تعرض ناشط المجتمع المدني مجید الزبیدي إلى محاولة اغتیال قرب باب منزلھ في مدینة العمارة، مركز محافظة میسان، التي نجا منھا بإصابات في بطنھ على ایدي مجھولین یستقلون سیارة بیضاء بدون لوحات أطلقوا علیھ الرصاص ونجح بالفرار بعد اصابته.

في 23 نوفمبر/تشرین الثاني 2019، تعرض مدافع حقوق الإنسان جواد الحریشاوي إلى محاولة اغتیال وسط مدینة العمارة، مركز محافظة میسان، جنوبي العراق، حیث قام مسلحون بملابس مدنیة یستقلون سیارة بیضاء اللون لاتحمل ارقاماً بإستھدافھ بواب ٍل من الرصاص. ان الحریشاوي الذي نجا من الحادث ھو ناشط معروف بمشاركتھ الفعالة في التظاھرات الحالیة وتغطیتھ

المستمرة لھا.

بتاریخ 01 دیسمبر/كانون الأول 2019، تم أطلاق سراح ناشط المجتمع المدني سمیر الفرج الذي كان قد اعتقل من منزلھ بتاریخ 27 أكتوبر/تشرین الأول 2019 بمدینة الرمادي من قبل القوات الأمنیة بعد منشو ٍر لھ على صفحتھ في الفیسبوك دعا فیھ إلى العصیان المدني والتضامن مع متظاھري ساحة التحریر في العاصمة بغداد. كما یتعرض الشباب المؤیدین لتظاھرات الاحتجاج  في محافظة الأنبار إلى الاعتقال أو التھدید بھ من قبل المسؤولین في المحافظة.

ومن جھة اخرى فقد تم إطلاق سراح العدید من نشطاء المجتمع المدني بعد خطفھم في بغداد. لقد اطلقت الجھات الخاطفة سراح كلاً من ناشطي المجتمع المدني، صبا المھداوي بتاریخ 13 نوفمبر/تشرین الثاني 2019 بعد اختطافھا لمدة 11 یوماً، وعلي ھاشم في الیوم نفسھ بعد ستة ایام من الأختطاف حیث تمت مصادرة ھواتفھ الشخصیة، وأحمد باقر بكلي بتاریخ 22 نوفمبر/تشرین الثاني 2019 بعد ستة ایام من الأختطاف ایضاُ. لقد أكدت التقاریر المحلیة ان اختطاف الناشطین یتم من قبل جھات أمنیة حكومیةأو جماعات مسلحة.

في 19 نوفمبر/تشرین الثاني 2019، تم إطلاق سراح ناشط المجتمع المدني حسین الكعبي بعد أن تم اعتقالھ في 07 نوفمبر/تشرین الثاني 2019 من قبل القوات الأمنیة في ساحة الأعتصام بقضاء الرفاعي بمحافظة ذي قار بسبب مشاركتھ في الإحتجاجات وقیادتھ لبعضھا ودعوته للمواطنین للمشاركة فیھا.

ھذا في وقت لایزال فیه محامي حقوق الإنسان علي جاسب حطاب رھن الأختطاف الذي تم بتاریخ 07 أكتوبر/تشرین الأول 2019 بمدینة العمارة من قبل مجموعة مسلحة معروفة للقوات الأمنیة في المحافظة.

 

استھداف الصحفیین و وسائل الإعلام

بتاریخ 26 نوفمبر/تشرین الثاني 2019، تم الاعتداء بالضرب المبرح وبالھراوات من قبل قوة مكافحة الشغب على مراسلة قناة دجلة آلاء الشمري بمدینة النجف حیث استدعى ذلك دخولھا المستشفى من أجل تلقي العلاج. وفي الیوم نفسھ أقدمت قوات مكافحة الشغب بالاعتداء على كادر فریق قناة دجلة بمدینة السماوة، مركز محافظة المثنى حیث أصیب المصور الصحفي مصطفى الركابي بجروح بالغة في رأسھ. وقد حصل الاعتداء بینما كان الركابي یقوم بتغطیة تظاھرة طلابیة في وسط المدینة كانت تبغي إغلاق مدیریة تربیة المحافظة.

اصدرت ھیئة الإعلام والاتصالات بتاریخ 21 نوفمبر/تشرین الثاني 2019، كتاباً یحمل الرقم )ق114( وتضمن أمراً بإغلاق القنوات التالیة لمدة ثلاثة اشھر، العربیة الحدث، أن ار تي، أي أن ب، دجلة، الشرقیة، الفلوجة، الرشید، وھنا بغداد وتجدید غلق قناة الحرة لثلاثة اشھر اخرى.

وھدد الكتاب ھذه القنوات بإتخاذ أجراءات قانونیة أكثر ردعاً في "حال عدم الالتزام بلائحة قواعد البث الإعلامي" بدون أن یذكر ایة تفاصیل عن نوعیة الخروقات التي قامت بھا ھذه القنوات. وكذلك، وجھ الكتاب نفسھ انذاراً الى القنوات التالیة، السومریة، آسیا، رووداو، سكاي نیوزعربیة، وقناة آور، وكذلك أمر بغلق المحطات الاذاعیة التالیة، رادیو ناس، سوا، اذاعة الیوم، و نو. ولم یتطرق البیان للاسباب الموجبة لكل ھذه القرارات التعسفیة والتي تھدد بشكل خطیر حریة الصحافة و حریة التعبیر في البلاد. لقد أكدت مصادر محلیة موثوقة ان كل ھذه القرارت تصب في سیاسة تكمیم الأفواه ومصادرة الرأي الآخر ومحاولة منع تغطیة

التظاھرات السلمیة التي تنتھجھا حالیاً السلطات في العراق.

وكانت قناة دجلة قد أعلنت في بیا ٍن لھا اصدرتھ بتاریخ 27 نوفمبر/تشرین الثاني 2019، أنھا " تعرضت منتصف لیلة أمس الثلاثاء، إلى تع ٍد على حقوقھا التي كفلھا الدستور، بشكل لا یقبل الشك، تمثل بإغلاق مكتبھا في بغداد ومصادرة عدد من أدوات البث الخاصة به."

 

أعلنت المفوضیة العلیا لحقوق الإنسان في العراق في بیا ٍن لھا نشرته على صفحتھا الرسمیة في الفیسبوك عن " ارتفاعاً في استخدام العنف المفرط مما ادى الى سقوط العدید من الشھداء والمصابین." كما ورد في نص البیان الذي ذكر ایضاً الارقام التالیة عن ضحایا في صفوف المتظاھرین للأیام 26، 27، و 28 نوفمبر/تشرین الثاني 2019:

محافظة ذي قار: عدد القتلى 25 و عدد المصابین 250 محافظة بغداد: عدد القتلى 2 و عدد المصابین 67 و كذلك إصابة 25 فرداً من القوات الأمنیة محافظة المثنى: إصابة 308 من المتظاھرین والقوات الأمنیة محافظة النجف: عدد القتلى 4 و المصابین 354 وإصابة 50 من القوات الأمنیة ایضاً

مرة أخرى تدین المنظمات الموقعة أدناه وباشد العبارات الاستخدام المفرط للقوة من قبل القوات الأمنیة العراقیة، بما في ذلك الرصاص الحي وتطالبھا أن تفي بإلتزاماتھا الدولیة التي أكدھا الدستور العراقي والمتعلقة بحمایة حق مواطنیھا في الحیاة، وكذلك جمیع حقوق الإنسان الأخرى، وعلى وجھ الخصوص حریة التظاھر السلمي، حریة التعبیر، وحریة الصحافة. ان على الحكومة العراقیة وقف جمیع أشكال العنف فوراً وبدون ایة شروط وكذلك حمایة المتظاھرین السلمیین في جمیع أنحاء البلاد بطریقة شفافة

وجدیة.

أن على الحكومة العراقیة إجراء تحقیقات مستقلة ونزیھة وشاملة فوریة في حوادث قتل المتظاھرین، بھدف نشر النتائج وتقدیم جمیع المسؤولین عنھا إلى العدالة وفقاً للمعاییر الدولیة.

في ضوء خطورة الوضع، نطلب أیضاً من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عقد جلسة خاصة للتحقیق في إنتھاكات حقوق الإنسان في العراق واتخاذ التدابیر اللازمة لضمان أن تتوقف الحكومة العراقیة عن استخدام القوة المفرطة بجمیع أشكالھا ضد المتظاھرین المسالمین والناشطین في جمیع أنحاء البلاد.

 

الثالث من شهر كانون1/ ديسمبر 2019

الموقعون:

الشبكة العربیة لمعلومات حقوق الإنسان المادة 19

مركز القاھرة لحقوق الإنسان

 مركز سیسفایر لحقوق المدنیین سیفیكاس

مركز الخلیج لحقوق الإنسان الفدرالیة الدولیة لحقوق الإنسان

جمعیة الأمل العراقیة

الشبكة العراقیة للإعلام المجتمعي/ أنسم

المرصد العراقي لحقوق الإنسان

شبكة النساء العراقیات

مركز میترو للدفاع عن حقوق الصحفیین

مركز القلم في العراق

 مركز القلم الدولي المنظمة العالمیة لمناھضة التعذیب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى