المرأة والمجتمع المدني

تباً لمن لا يعلن نفسه نسوياً ..

جمانة حداد*

إنه الصباح. أستيقظ من نومي، أحضّر فنجان قهوتي، أجلس الى مائدة المطبخ، أفتح اللابتوب، وأقرأ:

" ثمانية رجال في جنوب لبنان اغتصبوا فتاة قاصرة وصوروها وعمدوا الى ابتزازها لاحقاً بواسطة صور ومقاطع فيديو".

وأقرأ: " تزويج القاصرات في مخيمات النازحين السوريين في لبنان بـ"عقود عرفية" الى ازدياد".

وأقرأ: " وصل عدد قضايا العنف ضد النساء في المغرب إلى أكثر من سبعة عشر ألف قضية مسجلة بالمحاكم في أقل من سنة. وتشير المعطيات إلى أن أغلب الاعتداءات التي تعرضت لها المرأة في هذه القضايا، ارتكبها الزوج" .

وأقرأ: " محامي مصري استخدم طائرة مزودة بكاميرا صغيرة للتجسس على النساء داخل منازلهن وهنّ يستحممن ويغيرن ملابسهن" .

وأقرأ: " هاجم معتدون في ولاية بهار الهندية امرأة وابنتها في منزلهما بنيّة اغتصابهما، وعندما قاومت المرأتان، اعتدوا عليهما وحلقوا شعر رأسيهما وزفّوهما في أرجاء القرية" .

وأقرأ: " شاب إيراني انتهز شبهه الكبير بلاعب الفوتبول الأرجنتيني ليونيل ميسي لاستغلال أكثر من 23 امرأة جنسياً" .

هذا كله غيض من فيض يوم واحد. يا فتّاح يا عليم. كيف لهؤلاء الوحوش، المولودين جميعاً، جميعاً بلا استثناء، من أرحام نساء، أن يمارسوا هذا القدر من الكراهية المجرمة؟ أشفق على كل أمّ أنجبت، وربّت، واحداً من هذه الفصيلة. كيف يسع هؤلاء النظر في عيون البشر؟ كيف يمكنهم مواصلة العيش بعد ارتكاب فظاعات مماثلة؟ 

ثم يجيء من يقول (والأفدح: تجيء من تقول): " ثمة مبالغة في الدفاع عن قضايا المرأة والحديث عن حمايتها واحترام حقوقها" ..

مبالغة؟ حقاً؟ تباً لكل إنسان يدرك ما يجري في هذا العالم ولا يعلن نفسه نسوياً.

أقول نسوياً، وأعني إنسانياً. ولا فرق.

 

* كاتبة وصحافية لبنانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى