بيان منظمات المجتمع المدني بمناسبة الذكرى الأولى لانتفاضة تشرين

تمر علينا اليوم الذكرى الأولى لانطلاقة انتفاضة تشرين التي شهدتها بغداد والمحافظات، احتجاجا على التسويف والمماطلة في تحقيق التغيير والاصلاح للعملية السياسية، التي شكلت استفتاءا شعبيا رافضا لجميع القوى السياسية، التي ساهمت باستشراء الفساد وترسيخ المحاصصة، وفشلت في تامين الاستقرار وتحقيق الاستقلال للقرار السياسي، وانتشار السلاح خارج نطاق الدولة، وتراجع في الحقوق والحريات وفقدان الخدمات وتردي الأوضاع الصحية والمعاشية للشعب العراقي.
لقد جسدت الانتفاضة الوعي العالي، في اهمية الحراك الشعبي الضاغط للخروج بالبلاد من أزماته السياسية والاقتصادية والأمنية الخانقة. وساهمت بمشروعية وعدالة مطالبها في استقطاب مختلف فئات الشعب وطوائفه، التي اظهرت تلاحما وطنيا تمثل بمشاركة واسعة من قبل الشباب والطلبة والعمال والكسبة والمثقفين، وعكست بسالة المنتفضين، القدرة على مواجهة الممارسات القمعية للسلطة وأجهزتها الأمنية والجماعات المسلحة باستخدام القوة المفرطة والمميتة، التي أدت الى استشهاد المئات وإصابة الالاف بجروح واعاقات جسدية، في ظل استمرار عمليات الترهيب والاختطاف والاعتقال والاختفاء القسري للعديد من المتظاهرين والناشطين والاعلامين وبشكل ممنهج، نتيجة للتدهور الأمني والسلاح المنفلت.
ولابد من الإشادة بالمشاركة الواسعة والشجاعة للنساء العراقيات ودورهن البارز في ادامة الحراك الشعبي، وهن يواجهن القتل والاختطاف والترهيب في ساحات الاحتجاج، ومتحديات للأعراف الاجتماعية وصورها النمطية، ساعيات لتأكيد دورهن في ممارسة المسؤولية الوطنية والاجتماعية، من اجل بيئة امنة ومنصفة ومناهضة للعنف ضدهن، وحماية لحقوقهن التي نص عليها الدستور والمواثيق الدولية المصادق عليها من قبل العراق.
نحن ممثلات منظمات المجتمع المدني، نحيي بفخر واجلال الذكرى الاولى لانتفاضة تشرين، وتضحيات الشهداء والجرحى ومتضامنات مع اسرهم الكريمة، ونؤكد ان الانتفاضة لازالت تمتلك إمكانيات الاستمرار والصمود من خلال نهجها السلمي، الداعي للإصلاح الشامل والحقيقي في تفكيك منظومة الفساد والمحاصصة، وبناء دولة المواطنة المتساوية وتحقيق العدالة الاجتماعية، ونجدد المطالبة ب:
- تحميل الأجهزة الأمنية مسؤوليتها التامة بالكشف عن المتورطين باستخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين ومساءلتهم قضائياً، والتحقيق في مصير المختطفين والمختفين قسرا، واطلاق سراح المعتقلين، ومطالبة مؤسسات الدولة المعنية بتقديم الدعم العلاجي للمصابين منهم، وتعويض منصف لعوائل الشهداء.
- اتخاذ تدابير أمنية مشددة لحماية ساحات التظاهر والاعتصام، وحماية المنتفضين والناشطين، وضمان ممارسة حقهم الدستوري في التظاهر والاحتجاج وحرية التعبير.
- الإعداد لانتخابات مبكرة عادلة ونزيهة ضمن السقف الزمني المعلن عنه، والعمل على اكمال تشريع قانون الانتخابات الذي يضمن مشاركة عادلة ومنصفة للنساء، وتهيئة الظروف والبيئة الامنة لها.
- إيقاف ممارسات التخوين، والعنف والتشهير والترهيب والقتل ضد المتظاهرات والناشطات، وجميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، والكشف عن مرتكبيه وتقديمهم للعدالة.
- العمل الجاد لحصر السلاح بيد المؤسسات الأمنية.
المجد والخلود لشهيدات وشهداء انتفاضة تشرين
بغداد
25 / 10 / 2020