المرأة والمجتمع المدني

بيان المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الانسان ..بمناسبة الذكرى (71) للإعلان العالمي لحقوق الانسان

   يصادف اليوم 10 /12 الذكرى الواحدة والسبعون للإعلان العالمي لحقوق الانسان ، تلك الوثيقة التاريخية الأهم لحركة حقوق الانسان على مدى التاريخ ، وصاغ هذا الاعلان ممثلون من مختلف الخلفيات القانونية والاجتماعية والثقافية من قبل العديد من دول العالم ، ويعتبر بحق وثيقة حقوقية إنسانية أشبه بخارطة طريق لتحقيق الحرية والمساواة والديمقراطية لكل الأفراد والمجتمعات في العالم ، ويعتبر ذلك الإنجاز الأول الذي يحظى بالإجماع الدولي على مبادئ حقوق الإنسان والحريات  العامة والخاصة والحقوق الطبيعية والوضعية .

   فقد جاء في ديباجة الإعلان :

– لما كان القرار بما لجميع أعضاء الاسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم من حقوق متساوية وثابتة يشكل أساس الحرية والعدل والسلام في العالم ، ولما كان تجاهل حقوق الانسان وازدراؤها قد أفضيا الى اعمالا ثارت بربريتها الضمير الانساني ، وكان البشر يتطلع الى عالم تسوده حرية الرأي والعقيدة والفكر بعيدا عن الخوف والفاقة … الخ .

  فجاء في المادة الاولى :

– يولد جميع الناس احرارا ً ومتساويين في الكرامة والحقوق ، وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم ان يعاملوا بعضهم بعضا بروح الاخاء .

  كما جاء في المادة الثالثة :

– لكل فرد حق في الحياة والحرية وفي المأمن على شخصه .

   وإذا كان هذا الإعلان يتكون من ٣٠ مادة وان الدول المتحضرة تتسابق في ما بينها من اجل تحقيق وانجاز العدد الأكبر من مواد هذا الوثيقة من اجل حرية ورفاهية شعوبهم ومواطنيهم ، لكن نشهد بأسى شديد ما يحدث في عراقنا المأزوم عكس ذلك تماماً ، إذ هناك نهج منظم وواسع لانتهاكات حقوق الانسان الاساسية التي يقرها هذا الإعلان ، والمكفولة أيضاً في الدستور العراقي لسنة ٢٠٠٥ ، بالرغم من ان العراق كونه عضو مؤسس للأمم المتحدة وموقع على الاعلان العالمي وأغلبية المواثيق والعهود  الدولية .

   في ظل الانتهاكات الفضّة من قتل وابادة جماعية وحملات انفال وتهجير وتغيير ديموغرافي وتغييب وخطف واعتقال وتعذيب لمئات الآلاف من المواطنين ، بالإضافة الى الإنتهاكات الصارخة إزاء القوميات

 

وأتباع الديانات والمذاهب والإخلال بمبدئ المواطنة والمساواة وحقوق المرأة والطفل وما يتعرض له الإعلاميين والمثقفين في الحكومات المتعاقبة على السلطة في العراق قبل وبعد سقوط النظام الدكتاتوري البائد في عام ٢٠٠٣ ، استمر تدهور الاوضاع العامة وتفاقم الازمات دون حل وممارسة سياسة التمييز والتهميش في البلاد جاءت انتفاضة تشرين الشبابية ٢٠١٩ ، لتعلن عن رفضها واستنكارها لكافة الانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان واصرارها على التغيير والاصلاح الجذري وانهاء المحاصصة السياسية الطائفية والاثنية ، ورفضها للتدخلات المستمرة الاقليمية والدولية في شؤون العراق الداخلية والاسراع في تشكيل حكومة مؤقتة لاجراء انتخابات مبكرة لمجلس النواب العراقي وسنَ قانون جديد للدستور العراقي .

   وبدلاً من تنفيذ مطاليب الحراك الشعبي والإعتصامات السلمية لجأت السلطات الحكومية ومليشياتها الى استخدام العنف المفرط بحق المتظاهرين منذ بداية شهر تشرين الاول ولغاية اصدار هذا البيان ، مما ادى الى استشهاد (433) متظاهر .. واكثر من (20.000) جريح بينهم (3000) معوق ، اضافة الى الإعتقالات الواسعة وإختطاف الناشطين والإعلاميين حسب احصائيات مفوضية حقوق الانسان العراقية في تقريرهم الأخير قبل ايام ، وكما جاء في الادانة الصريحة لكلمة السيدة هينيس بلاسخارت ممثلة الامم المتحدة في العراق امام مجلس الامن يوم 3 / 12 / 2019 ، التي ادانت بقوة السلطات العراقية ومليشياتها في استعمال القوة المفرطة ضد المتضاهرين السلميين واكدت على الضرورة القصوى للتحقيق والمسائلة التامة والعادلة لإستخدام السلاح الحي والقنابل المسيلة للدموع وعمليات القتل والخطف والإعتقالات وتقديم العناصر التي اطلقت النار على المتظاهرين السلميين ومن اعطى الاوامر بذلك واحالتهم الى القضاء العادل .

   إننا في المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان في الوقت الذي نقدر عالياً الدور البارز للشباب والنساء في الحراك الشعبي وصمودهم ، ندين ونستنكر كل أعمال العنف الدموي والإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في المظاهرات السلمية وتضحياتهم الجسيمة من أجل الحق في الحياة الأمنة والعيش الكريم وحرية الرأي والتعبير ، ندعو المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني والجمعيات والإتحادات والنقابات المهنية والرأي العام العراقي والدولي للتضامن مع المتظاهرين البواسل في مطاليبهم المشروعة والعادلة لإجراء الاصلاح والتغيير المنشود ، والقضاء على الفساد الشامل والمحاصصة المقيتة وسرقة المال العام واسترجاعها ومعالجة مشاكل الخدمات الاساسية لا سيما الكهرباء والماء والسكن والصحة والبيئة والتعليم والبطالة المتفشية ، وحصر السلاح بيد الدولة ومنع اي مظاهر مسلحة في العراق .

المجد والخلود لشهداء العراق والإنتفاضة التشرينية .. والشفاء العاجل لكاقة الجرحى والمصابين

المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الانسان

 10 / كانون الاول / 2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى