المرأة والمجتمع والتقاليد

سرور الداودي
المرأة ذلك المخلوق الغائب الحاضر المهم… المهمش المطلوب المرغوب المرفوض المبعد، فهو الغائب حينما تقسم الرتب فالرجل بالمرتبة الأولى دائما ..
فهي في كل وقت حين ومكان وزمان لامناص من وجوده المهم الذي لاتدور رحى الحياة إلا على كاهلها وهي المهمشة والتي لا زالت حين ذكرها نقول مدام فلان وانسة فلان وكان ذكرها يلحق العار بمن تنتسب اليه
وهي المرغوبة حينما اختيرت الشريكة فكيف يحلو الفراش دونها ويصب الرجل جل رجولته دونها وكيف يحافظ على نسله من دونها ويغيب وحشته دون انسها وحين يأتي ذكرها ويريدوا أن ينصفوها قالوا عنها أنها نصف المجتمع بل إنها والله واكاد أجزم انها ثلاثة أرباع المجتمع
فبأي شيء يتباهى الرجل ويتميز عليها بعمله فهو يذهب إلى العمل ويأتي إلى البيت لياكل طعامه ثم يتمدد على سريره ليرتاح في حين المرأة تذهب للعمل وقبل ذهابها تجلس مبكرة لتعد الطعام للرجل(السي سيد ) السلطان الآمر الناهي ثم تهيئ فطور الاولاد وتحرص عليهم للذهاب للمدرسة بعدها تودعهم ثم تذهب مسرعة لعلها تلحق بعملها لترجع بعدها فينتظرها مشوار عمل طويل في أعداد الغذاء للرجل والأطفال وتنظيف البيت وغسل الصحون وغسل الملابس وكيها وتعليم الاولاد ومراجعة دروسهم ثم تتهيأ لإعداد وجبة العشاء ومن ثم إعادة ترتيب البيت
لينتظرها عمل شاق آخر وهو توفير الأجواء للرجل كي يفرغ حمولة رجولته والويل ثم الويل أن تأخرت أو تقاعست أو لم تتهيأ من لبس ونظافة وعطر ومرونة العاشقة على سريره فباي حق يطلق عليها نصف المجتمع
ألم تكن الأم التي عانت لأشهر طوال بحملها لتضع مولود يسمى بأسم الرجل لينتظرها بعد ذلك مشوار تربوي يمتد لعشرات السنين ، ألم تكن المرأة أخت تحمل أوزار اخوتها كبار وصغار ألم تعمل ألم تجتهد ألم تكن المعلمة ألم تكن الطبيبة والمحامية والصحفية والفلاحة والعاملة والمهندسة والاستاذة
وفوق هذا كله فهي الآلهة عند قدماء اليونانيين وهي الصفة التي منحت الملائكة وهي عنوان الانماء فأي مجتمع له وجود من غير المرأة واي عمل يكتمل دونها واي أساس يبنى دون أن يرتكز على عظام امرأة فلله درك من مخلوقة و لكي ترفع القبعات اجلالا واحتراما لهيبتك ومكانتك