الكلمات سلاح ذو حدين.. والعقبى لمن يستثمرها بإيجابية..

عراقيات/ رغدة صلاح
حوراء أحمد (41 عاما)، كانت قبل عدد من الأعوام برفقة نسوة من حيها يتبادلن اطراف الحديث، في أحدى الموضوعات المتشابكة، ارادت مشاركتهن رأيها فقطاعتها أحداهن بداعي المزاح بقولها "كيف يستوعب عقلك موضوعا مهما كهذا وانت لم تكملي حتى شهادتك الإعدادية بنجاح".
تقول حوراء لمجلة عراقيات: شعرت بالحزن لأني اقل مرتبة منهن، لا سيما وانهن يمتلكن جميعا شهادات جامعية في الهندسة والعلوم واللغات، صمتت بعدها أن اكمال تعليمي، لكي لا يتكرر شعوري بالضعف مستقبلا ولا احرج امام اولادي في احدى الأيام.
أكملت حوراء بنجاح الدراسة الإعدادية وحصلت بعدها على شهادة جامعية بامتياز من كلية علوم الحاسبات، ومن ثم حصلت على شهادتي الماجستير والدكتوراه في نفس الاختصاص، واليوم تمارس عملا تحبه لربما بفضل النسوة الاتي حاولن احراجها فيما مضى..
بينما تقول بنار قاسم (29 عاما)، في احدى الأيام ذهبت لحفل زفاف احدى الصديقات مع زوجي وكنت ارتدي فستانا ابيض اللون، قال لي زوجي حينها: لا ترتدي الأبيض ابدا يبدو بشعاً عليك لا سيما وانت ترتديه بهذا الوزن المفرط.
وتضيف: شعرت اني لم اعد جميلة في نظره، وبدأت الشكوك تسايرني في انه حزين وربما محرج من مظهري غير اللائق لا سيما عندما نخرج نسويا، ذهبت بعد هذا الموقف إلى طبيب تغذية ودخلت نواد رياضية، تمكنت بعد اشهر قليلة من استعادت صحتي وجمالي، والان اصبح اللون الأبيض يليق بي كما لم يكن يوما..
يقول استاذ العلوم النفسية في جامعة بغداد طالب القيسي: جمعينا نتلقى الانتقادات بين الحين والأخر والحياة عامة لا تخلو من المنغصات، لكن القوة تكمن في استغلال هذا الانتقاد بطريقة بنائه وان كان يحمل تجريحا، لذا قد يولد الانتقاد اصرارا قويا لدى بعض الاشخاص للتغلب على الإخفاق الذي يعانوه في جزئية معينة من حياتهم وهم يدركوها على الاغلب، لذا من الذكاء والشجاعة التفكير بإيجابية، لان الكلمات والمواقف قد تحطمك لأيام ولكنك ان استثمرتها ربما ستبتسم لبقية حياتك.