العراق يسترد من إيطاليا قطعة أثرية نادرة تعود للعصر الآشوري
استرد العراق قطعة أثرية نادرة تعود إلى الحضارة الآشورية من عهد شيلمنصر الثالث، من متحف القرون الوسطى المدني بمدينة بولونيا في إيطاليا.
وتسلم الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد القطعة خلال زيارته المتحف، الأسبوع الماضي، ثم سلمها في احتفالية خاصة إلى وزارة الثقافة والسياحة والآثار في بغداد، الأحد، بحضور المسؤولين المعنيين.
والقطعة التي ستعود إلى مكانها في متحف بغداد عبارة عن لوحة حجرية مسمارية عمرها 2800 عام تحمل شارة شيلمنصر الثالث، الملك الآشوري الذي حكم منطقة نمرود (شمال) بين عامي 858 و 823 قبل الميلاد.
واعتبر الرئيس العراقي أن بلاده في حاجة ماسة إلى الاستفادة من”تراث العراق العظيم.. تراث الحضارات العراقية في مختلف العصور”.
وقال خلال مؤتمر صحافي لتسليم القطعة، إن “القطعة لها أهمية كبيرة لكونها أثرية أصلية ومكتوب عليها نص متكامل بالخط المسماري”.
وأضاف: “هذه القطعة تعود إلى الحضارة الآشورية، وبهذا فإن جهودنا وجهود الأخوة في الحكومة والمؤسسات ذات الصلة بتراثنا وآثارنا، تواصل تحقيق تقدم في العمل من أجل استعادة الآثار العائدة للحضارات العراقية القديمة، وهذا ما يتم بالتعاون مع الجهات ذات الصلة في حكومات الدول الصديقة”.
وتابع الرئيس: “نؤكد الحاجة إلى تطوير واستحداث مؤسسات متحفية تستوعب وتليق بتراثنا العظيم”، معتبراً أن “هذا التراث بالإضافة إلى كونه ثروة لا تنضب فإنه قوة عظيمة ملهمة للأجيال ومفخرة للتاريخ”.
وأجريت مراسم التسليم بحضور وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني، ورئيس الهيئة العامة للآثار والتراث مجيد حسين، ومدير عام دائرة المتاحف لمى الدوري.
وقال البدراني إنها ليست المرة الأولى التي تمت فيها إعادة آثار إلى العراق، موضحاً أنه “سبق إعادة آثار من الولايات المتحدة ولبنان ومصر، وهذه المرة من إيطاليا”.
وأضاف: “هذه القطعة الأثرية المهمة تعود للحقبة الآشورية خلال فترة شيلمنصر الثالث أحد أبرز الملوك الآشوريين في الدولة الآشورية في شمال العراق، وهي قطعة لها أهمية كبرى كونها أثرية أصلية ومكتوب عليها نص متكامل بالخط المسماري”.
وأشار الوزير إلى أن الظروف التي عُثر فيها على اللوح لا تزال غير واضحة، لافتاً إلى أن الاكتشاف ربما حدث خلال الحفريات الأثرية أو أثناء العمل في سد الموصل.
وأوضح رئيس الهيئة العامة العراقية للآثار والتراث لوكالة “فرانس برس”، أن اللوح يحمل ألقاب الملك شيلمنصر الثالث ووالده آشور ناصربال الثاني وجده، كما يذكر ببناء الزقورة، وهو مبنى ضخم في منطقة نمرود بمحافظة الموصل.
ولفت إلى أن القطعة “دخلت إيطاليا بطريقة ما في ثمانينيات القرن الماضي”، حيث صادرها الدرك الإيطالي.
ويعد العراق مهداً لحضارات سومر وأكاد وبابل وآشور التي تدين لها البشرية باختراع الكتابة والمدن الأولى.
لكن البلاد تعاني منذ عقود نهب آثارها، في مشكلة تفاقمت بفعل الفوضى التي أحدثها الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، ثم تنامي نفوذ تنظيم داعش في 2014، بحسب “فرانس برس”.
وأعاد المدعي العام في نيويورك ألفين براج، في مايو الماضي، منحوتتين قديمتين إلى العراق، هما فيل من الحجر الجيري من بلاد ما بين النهرين، وثور من المرمر السومري من مدينة أوروك (الوركاء) الأثرية.
ووصلت المنحوتتان اللتان سُرقتا خلال حرب الخليج، سراً إلى نيويورك أواخر التسعينيات، بحسب بيان صادر عن الادعاء.
وكانت منحوتة الثور جزءاً من المجموعة الخاصة لشيلبي وايت، وهي مليارديرة تبلغ 85 عاماً ومن الواهبين لمتحف متروبوليتان.