أخبارمقالات الرأي

العراق.. نقص الأبنية وتأخر طباعة المناهج تتصدران مشاكل العام الدراسي الجديد

9 أكتوبر 2023

بدأ أكثر من 13 مليون طالب وتلميذ عراقي مشوارهم الدراسي في العام الحالي (2023 – 2024)، وسط تأكيدات حكومية بإكمال المستلزمات الخاصة لاستقبال الطلبة.

المتحدث الرسمي باسم الوزارة كريم السيد قال إن أكثر من 13 مليون تلميذ في جميع محافظات البلاد توجهوا إلى مدارسهم للمباشرة بالعام الدراسي الجديد، بعد أن أكملت الوزارة جميع استعداداتها لاستقبالهم.

وأشار متحدث الوزارة إلى إنجاز المرحلة الأولى مـن طباعة المناهج والشروع بالمرحلة الثانية التي ستوزع بشكل تدريجي بين المدارس.

جملة من المشاكل تعترض انجاح العام الدراسي الجديد في العراق، تتقدمها مشكلة نقص الأبنية المدرسية ووجود المدارس الكرافانية والطينية، وكذلك مشكلة المناهج المدرسية وتأخر طباعتها، وهو ملف يشوبه الكثير من ملفات الفساد.

كما تواجه المداس مشكلة نقص الأثاث المدرسية وأبرزها مقاعد الطلبة، وغياب المياه الصالحة للشرب ودورات المياه الصحية، وانعدام وسائل التبريد والتدفئة في الصفوف.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أعلن مؤخرا عزم حكومته إطلاق حملة واسعة لبناء المدارس، وقال السوداني: إن “البلاد ستشهد حملة إعمار كبيرة للمدارس في جميع المحافظات”.

وشدد رئيس الوزراء العراقي على ضرورة منع الاستغلال السياسي لمديريات التربية في بغداد والمحافظات وإبعاد العمل الخدمي وبناء الدولة عن التنافس السياسي خلال موسم الانتخابات .

وأكد السوداني خلال لقائه الكادرَ المتقدم في وزارة التربية أهمية الارتقاء بالبنى التحتية للمدارس , مشددا ضرورة َانهاء ظاهرة المدارس الطينية والكرفانية في العراق .

وكانت وزارة التربية العراقية، قد أعلنت في وقت سابق عن انخفاض نسبة المدارس الطينية والكرفانية والدوامين الثنائي والثلاثي.

وبحسب إحصائيات وزارة التربية توجد في العراق 26 ألف مدرسة حكومية، وأكدت الوزارة أن أكثر من 2000 مدرسة تم ترميمها وفقا للبرنامج الحكومي، مما ساهم في التخفيف من الضغوط، معلنة دخول أكثر من 450 مدرسة جديدة للخدمة خلال العام الجاري.


نقص المدارس

نقابة المعلمين العراقيين أكدت حاجة العراق لأكثر من 8 آلاف مدرسة على أقل تقدير لحل مشكلة الدوام المزدوج ونقص الأبنية المدرسية.

وقال نقيب المعلمين العراقيين عباس السوداني: إن “نقابة المعلمين تأمل خيرا من هذه المبادرات، والمدارس المنجزة هي ولا شك خطوة جيدة نحو تقليل أزمة قلة المدارس وتهالكها في العراق، لكنها لا تقدم حلا كاملا لها، حيث أن حاجة البلاد في مختلف مديريات التربية تفوق 8 آلاف مدرسة”.

وأضاف السوداني: أن “حاجة العراق من المدارس مرشحة للزيادة مع ارتفاع معدلات النمو السكاني في العراق، حيث شهد العام الماضي دخول أكثر من مليون و400 ألف طالب جديد، ولا شك أن العدد سيكون أكبر خلال السنة الدراسية الجديدة مع تحسن الوضع الأمني وعودة النازحين لمناطقهم”.

وتابع السوداني: أن “النقابة قدمت منذ سنوات للحكومة مشروعا متكاملا لحل أزمة المباني المدرسية، لكن لحد الآن لم يتم اعتماده، وهو مشروع متكامل يهدف لبناء وترميم المدارس في مختلف المحافظات والمناطق وبآليات بعيدة عن الفساد والهدر”.

وأشار نقيب المعلمين إلى أن “البنى التحتية التعليمية هي جزء محوري لنجاح وديمومة العملية التربوية في العراق، وفي ظل تهالكها وتقادمها حاليا فإنها تنعكس سلبا على تحصيل الطلاب العلمي وعلى مجمل البيئة التعليمية، مبينا أن النقابة لا تريد فقط بناء مدارس جديدة، بل أن تتمتع بالمواصفات والمقاييس الحديثة بمعنى توفر مساحات خضراء ومختبرات علمية وغيرها، من مستلزمات البيئة العلمية العصرية”.

وشدد السوداني على أن “المدارس الكرفانية والطينية هي من المشاكل التي تواجه العراق فهي انشأت في العديد من المناطق وخاصة النائية والمهمشة كحل ترقيعي، لكنها مدارس لا تليق ولا تتوفر فيها أبسط الشروط الصحية والتعليمية السليمة، فضلا عن أن تكلفتها باهظة لا تقل عن تكلفة بناء مدارس إسمنتية متكاملة”.

وعزا نقيب المعلمين السبب فيما وصفه الواقع المؤسف والمتهالك للمدارس العراقية بقلة حصة وزارة التربية من المخصصات المالية.

وتابع: أنه “وفقا للأمم المتحدة فإن نسبة الموازنة اللائقة المطلوبة لقطاع التربية والتعليم في الدول المتقدمة تبلغ 20% لكنها في العراق تبلغ في العراق 3.8 في الموازنة السابقة، وقد ارتفعت بشكل طفيف في الموازنة الجديدة التي أقرت مؤخرا للعام 2023”.

وفي وقت سابق قالت مفوضية حقوق الإنسان إن هناك 1775 مدرسة آيلة للسقوط، و 820 مدرسة أخرى طينية ومتنقلة، وعلى شكل مخيمات في عموم المحافظات العراقية، لكن وزارة التربية تقول إن المدارس الطينية تراجعت في البلاد ليصل لنحو 200 مدرسة فقط.

تأخر طباعة المناهج

انتهى العام الدراسي الماضي، دون أن تكمل وزارة التربية طباعة وتوزيع المناهج المدرسية على الطلبة، ما دفع الكثير إلى طباعة الكتب أو استخدام كتب قديمة أو شراء نسخ من الكتب المطبوعة على نفقتهم الخاصة.

لجنة التربية والتعليم النيابية طالبت في وقت سابق وزارة التربية إلى عدم تكرار ما حصل العام الماضي، والاسراع في طباعة الكتب قبل بدء العام الدراسي الحالي.

لكن وزارة التربية لم تفلح في إكمال طباعة الكتب المنهجية وتوزيعها رغم بدء العام الجديد، بحسب تأكيد نقابة المعلمين العراقيين.

عضو نقابة المعلمين علي مثنى حذر من تكرار “الفشل” بتوفير احتياجات المدارس وأهمها الكتب المنهجية.

وقال مثنى في تصريح لشبكة “الساعة”: إن “وزارة التربية تتحمل المسؤولية عن عدم توفير الكتب الدراسية”، مشددا على أن عدم توفير الكتب والمستلزمات الأخرى له آثار سلبية على المستوى التعليمي في البلاد”.

ولفت مثنى إلى أن “العديد من المدارس تعاني بسبب الزخم الحاصل للطلبة وهو ما يجعل دوامها ثنائي وثلاثي في بعض الأحيان”، مشيراً إلى أنه “من المشاكل المسجلة هو قلة الكوادر التدريسية لاسيما في الأقضية والنواحي، فضلا عن وجود نقص عام في عدد المدرسين والمعلمين حتى في مراكز المدن”.

وأوضح أن “مدارس عديدة في العراق تخلو من الآثاث المدرسية، وأهمها المقاعد الدراسية، كما أنها تفتقر لوسائل التدفئة التي تعد من الأمور الضرورية للطلبة خلال موسم الشتاء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى