الطفلة زينب .. بين بيع الحلوى والدراسة
عراقيات / زينب المشاط
تضع زينب الفتاة البالغة من العمر إثنتي عشر عاماً خططاً لفصول السنة بشكلٍ يختلف تماماً عمّا يقوم به من هم بسنّها، ففصل الشتاء بالنسبة لها ينقسم بين العمل والدراسة، لتسترق ساعات الصباح يومي الجمعة والسبت، وتجوب الشوارع وتبيع بعض الحلوى او العلكة التي لا يكاد ثمنها أن يسدّ جوعها وجوع عائلتها، بينما تقضي ايام الاسبوع المتبقية للدراسة، مُتخلية عن المنزل الدافئ، والطعام ذي القيمة الغذائية، والملابس الناعمة بدفئها وملمسها.
ولا تقضي زينب عطلة الصيف بالمتنزهات، أو متجولةً في المولات، لاتشتري الحلوى، او الملابس ذات الالوان الزاهية، ومتعتها الكبرى تكمن بعملها اليومي، وتقول " أعمل لأعيل عائلتي، والدي غير قادرٍ على الحراك فبعد تعرضه لحادث سير لم يعد يقوى على الحراك، ووالدتي هي الاخرى تعاني من الامراض، أنا واخواتي الأصغر مني سناً نعيش مع والدينا، لكني قررت العمل لأعيل اسرتي."
تتحدث زينب عن ايامها الصيفية قائلة " في الصباح اخرج وابيع العلكة، او الحلوى، او الماء، في شوارع العاصمة بالقرب من منطقة سكني حيث اسكن عند كراج النهضة، بينما آتي يوم الجمعة الى شارع المتنبي واجلس في القشلة وابيع ما يمكن بيعه من الحلوى او العلكة واحياناً الماء، الكثيرون هنا يساعدوني بشراء ما ابيعه بأغلى من ثمنه، كما أن هنالك من يجلب لي ولأخوتي الملابس، وحين أجمع ما يقارب العشرة الاف دينار عراقي أو خمسة عشر الف دينار أقرر العودة الى المنزل، واشتري "كبةَ" ساخنة لعائلتي، جميعنا نتشارك "بكبة سراي" واحدة."
أُسرٌ تقبل بالقليل، وفتاة قررت أن تنذر نفسها لعائلتها، كما أنها لم تفرط بدراستها، تذكر زينب قائلة "احرص على ان اكون متفوقة بدراستي وأنا الان في مرحلة الأول المتوسط، وأنا احرص على ان لا اترك دراستي واعمل لمساندة اسرتي."
لم تُفكر زينب بملابس العيد هذا ما قالته " لقد منحني أحد المارّة بعضاً من ملابس العيد، إنها جميلة وتناسب اخواتي الاصغر مني سناً، لهذا قررت أن اهديها لهم هذا سيفرحهم كثيراً وانا لا افكر بالحصول على ملابس كل ما يهمني تجاوز هذه المرحلة ولأنجح وأتفوق بدراستي، أنا واثقة ان شهادتي ستكون مخلصي انا واسرتي مما انا عليه اليوم"