السوداني..” كليّة بغداد ” تمنحك فرصة منجز !
7 ديسمبر 2023
عامر القيسي
السيد محمد شياع السوداني امامك فرصة منجز بانقاذ هذا الصرح المعرفي المرتبط بتأريخ الاعتراف بالدولة العراقية دولياً ..فلا تصمت ولا تسكن ولا ” تغلس ” !
لا تندهش عزيزي حين تعرف ان كلية بغداد ، التي يتكالبون على ارضها الآن ثلّة من الفاسدين والجهلة، تعتبر أعرق مدرسة ثانوية في آسيا ، القارة التي تضم الصين واليابان، فليس جديدا على العراق تأريخه المعرفي !
كلية بغداد، هي مدرسة ثانوية متميزة للبنين في بغداد، تأسست سنة 1932م حيث تخرج منها العديد من المثقفين المعروفين والمفكرين وغيرهم الذين انتشروا في كافة أنحاء العالم ، باستثناء سياسيين عراقيين فشلوا في تجاوز مناهجها العلمية المعرفية باللغة الانكليزية مثل اياد علاوي وعادل عبد المهدي وأحمد الجلبي !
تغفو الكلية ، التي تأسست عام 1932، على الضفة الشرقية من نهر دجلة في اطار قضاء الاعظمية ، كانت قصراً لرشيد باشا الزهاوي، ثم استقرّ فيه الحاكم السياسي الإنكليزي.
حتى ريادتها في الرياضة على المستوى الشعبي ، ففي سبعينيات القرن الماضي ، حين كانت ظاهرة الفرق الشعبية مزدهرة ، كانت الكلية تجري مباريات بكرة القدم على ملعبها بعشبه الاخضر الزاهي ، وربما كان الملعب الوحيد في العراق بعشب مخدوم جيدا وكان لي حضورا كحارس مرمى في منتخب العلوية حين واجهنا فريق الكلية على ملعبها ولا تسعفني ذاكرتي بالنتيجة !
جسّدت الكلية التنوع العراقي فخلال عقد الخمسينيات، كان 50% من طلاب كلية بغداد من المسلمين، و35% من المسيحيين الكاثوليك، وحوالي 15% من المسيحيين الأرثوذكس. وقبل خروج اليهود من العراق بين عامي 1948 و1951، شكل اليهود نسبة ملحوظة من اطلابها.
أول صدمة تلقتها الكلية في السبعينيات حيث تم تأميمها واُلحِقت إدارتها بوزارة التربية وأغلق المرصد الفلكي فيها الذي كان احد شواهدها العلمية المميزة !
جرت محاولات كثير لاغلاقها وخصوصا اعوام الإحتراب الطائفي ، ومع حلول العام الدراسي (2007 – 2008) استطاعت وزارة التربية فتح كلية بغداد من جديد في موقعها الأصلي وفي عام 2009 افتتح فرع آخر للمدرسة في جانب الكرخ من بغداد في منطقة البياع.
دولة السوداني المحترم.. الفاسدون والجهلة بإمتياز هدموا جدار الكلية واعتدوا على طلبتها والاساتذة فيها بحماية الاجهزة الامنية ، بقرار قضائي أو من دونه ، بينما قضية ملكية الارض في درابين القضاء ..
انت العارف الأكيد ان لايحدث في أي بلد في العالم ان يجري هدم وتخريب صرح حضاري معرفي عمره اكثر من تسعة عقود مؤسس مع تاريخ الاعتراف بالدولة العراقية في الامم المتحدة ..الا في بلادنا التي تقودها الآن !!
المرجح ان الامر سيمضي لان الجهلة والفاسدين لهم القدح المعلى في هذي البلاد المسبيّة بهم !!
ربما يكون لك قولا يبطل هذه القناعة !!