الحجر المنزلي .. حجة لتزايد العنف الاسري
عراقيات/ رغدة صلاح
في المعتاد يخرج ابو مصطفى منذ الساعة الخامسة صباحًا للعمل ولا يعود الا للغداء ظهرا ويخرج بعدها مرة أخرى ويأتي متعب ليلا لينام، لذا هو لا يتواجد مع اسرته عادةً الا في ساعات قليلة اثناء اليوم، لكن الحجر المنزلي غيرَ ذلك، وبسببه فقد اعصابه عدة مرات جراء أمور اقرب لأن تكون تافهة واحيانا يقوم بضرب أبنائه الخمسة على نحو قاسي ويستخدم الاحزمة وخراطيم المياه فضلا عن الضرب المباشر بيديه وقدميه، لذا فأن أي حركة صغيرة تثير اعصابه تجعله يبرحهم ضربا إلى الحد الذي تتورم فيه أجزاء من أجسادهم، وتروي لنا زوجته ناهدة (٣٦ عاما) ايضا: يكون نصيبي من هذا.. الشتائم في احسن الاحوال.
في هذا الصدد تقول الباحثة الاجتماعية ازهار حسن: بسبب الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها الرجال والنساء على حد سواء في هذه المرحلة من الطبيعي ان يكون هناك شيء من التوتر والقلق في الاسر الكبيرة او تلك التي تسكن في بيوت صغيرة، لذا لا بد ان يتعاملوا مع ذلك بصبر وذكاء وشيء من الهدوء حتى لا تتطور الأمور الى ما لا يحمد عقباه، او تنتهي الى مشكلات لا حاجة لهم بها.
ويمكن ان يكون للمرأة حلول كثيرة للتخلص من العنف أو الخلافات التي تصدر من الرجل بسبب مكوثه غير المعتاد في البيت لأوقاتٍ طويلة، منها طرح بعض المهام التي قد تشغله، فضلاً عن احتوائه بكلماتٍ محببة تزيد من صلةِ الرحم والالفة، وتجنب الجدال والسجال معه، وضبط حركات الابناء بشرح اهمية الحفاظ على الهدوء قدر المستطاع!!.. يقول الاخصائي النفسي احمد علي.
من جانبه تقول لنا المحامية طيبة الربيعي: في هذه المدة، قد نجد كثير من الحالات تتأثر بما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي واي حركة غضب ربما تكون طبيعية نوعا ما داخل الاسرة تشكو منها النساء على انها عنف، لكن في الحالات الحقيقة المؤذية يجب ان تمتلك تقارير طبية ووثائق تثبت صحة ادعائها ليتم التعامل مع الحالة قانونيا على نحو سليم .. لكن للأسف لا تبدأ الاجراءات الا بعد انتهاء هذه الازمة..