أنتقادات للاعمال الدرامية في تناولها لدور المرأة العراقية
عراقيات / زينب المشاط
بعد إنقطاعٍ دام أكثر من خمسِ سنوات تعود الأعمال الدرامية إلى الشاشة العراقية بقوة، إلا أنها وبحسب آراء النُقاد والمراقبين تفتقدُ للعديد من العناصر الأساسية التي يجب أن يتصف بها أي عمل درامي…
وقد أثارت بعض الأعمال الدرامية المشهد العراقي، من خلال الصورة التي عرضتها للمرأة، حيث تقول الناقدة والإعلامية عائشة الدوري " أن الدراما العراقية فضلاً عن ضُعف أداء الفنانين بها، وغياب الموضوع، وعدم مواكبتها للفن وتطوره، تُقدم صوراً مُسيئة للمرأة العراقية، فلم نجدها تطرح صورة المرأة الطبيبة، او العاملة، او مربية الاجيال او الأرملة التي حلّت محلّ زوجها واصبحت أُماً وأبً للأسرتها، وباتت تنقل صورة عن نساء جاهلات، او باغيات، أو ضعيفات الشخصية." مؤكدة " أن المجتمع العراقي شهد حملات توعية للنساء بعد عام 2003، وظهرت العديد من السيدات سواء الفنانات، او الناشطات في مجال المجتمع المدني، والضابطات، والطبيبات، اللاتي يملكن دوراً بارزاً في خلق مجتمع رصين ومثقف وراقي."
فيما قال الكاتب والسيناريست علي صبري أن "الاعمال الدرامية العراقية تنقل الوجه المشوه للمرأة العراقية وهذا أمر مؤسف، فأما أن تصور لنا المرأة ممحية الشخصية وغير فاعلة، أو أنها محط هزل وانتقاد تحت مسمى واهي وهو"الكوميديا" أو تنقل صورة لنساء سيئات السير والسلوك، هل يا ترى المجتمع العراقي يمتلك هذا النوع من النساء فحسب."
ويلقي صبري اللوم على " كتاب الاعمال الدرامية" كما يقول " أن كاتب العمل عليه أن ينقل صورة عميقة عن المجتمع، وأن لا يتناول المجتمع بهذه السذاجة والسطحية، وهكذا جاءت الصورة التي تناول بها كتاب الاعمال العراقية المرأة بشكلٍ سطحي غيبها وغيب حضورها، في الوقت الذي نمتلك به نساء مدعاة للتفاخر."
ناشطات في مجال المجتمع المدني من بينهم الناشطة دلال ثائر تؤكد "أن على النساء بكل صفاتهن ومجالات عملهن أن يرفضن هذه الصورة التي تتناقلها الاعمال الدرامية عن المرأة، ويرفضن هذا التغييب المسيء، ذلك أن المجتمع وخاصة في الآونة الاخيرة يملك نساء فاعلات غيرن من واقعه ومسيرته."
وتذكر الفنانة والكاتبة المسرحية عواطف نعيم "أن الاعمال الدرامية في السابق تُركز على دور المرأة العميق والفعال، مثلاً صور النساء التي تناولها مسلسل مناوي باشا، او صور المرأة في البنفسج الاحمر، وفي مسلسل سارة خاتون، وعالم الست وهيبة وحكايات المدن الثلاث، كانت صور عظيمة لنساء خلقن رجالاً عظماء، واسسن لمجتمع عظيم ومتماسك، وكذلك نحن ما نتداوله من ادوار للنساء على خشبة المسرح أما أن نحرص على نقل صورة مؤثرة وضاربة أو أن نتجنب نقل صورة هجينة وغير حقيقية." مؤكدة " أن المشهد اليوم والشارع العراقي غني بالحكايات عن نساء عظيمات، لم نرى اي كاتب درامي او سيناريست يتناول قضايا الفتيات الايزيديات، او حكاية مثل حكاية السيدة ام قصي في عمل درامي، بينما كان بأمكان هذه الحكايات أن تتسيد الاعمال الدرامية اليوم بدل ان تكون مُفرغة بهذا الشكل من اي موضوع قيم."